responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 277

قوتل في خلافته كافر، ولا فَرِح مسلم.[1]

أقول: إنَ مَن يقول: لم يكن قتال علي في الجمل وصفين لم يكن بأمر من رسول الله وإنّما كان رأياً رآه[2]، إمّا جاهل بالحديث المتضافر، الذي أمر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيه علياً(عليه السلام): «بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين»، أو متجاهل; فقد روى البزّار، وأبو يعلى، والطبراني، والحاكم، وابن أبي عاصم، وابن عساكر بأسانيد كثيرة، عن علي، وأبي أيوب، وأُمّ سلمة، وغيرهم حديث أنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)(أمر عليّاً بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين).

ومجموع هذه الطرق يقتضي صحّة الحديث، أو حسنه على أقل تقدير.[3]

وقد احتجّ به الحافظ ابن حجر، وقال: «الناكثين أهل الجمل; لأنّهم نكثوا البيعة، والقاسطين أهل الشام; لأنّهم جاروا على الحق في عدم مبايعته، والمارقين أهل النهروان; لثبوت الخبر الصحيح فيهم: إنّهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».[4]

ولا شكّ في أنّ أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بقتال هؤلاء، فيه مصلحة دينية كبرى، وعزّة للإسلام، وليس على الإمام(عليه السلام) الذي استجاب لذلك الأمر، من حرج، إذا لم يدرك ابن تيمية وأمثاله تلك المصلحة.


[1] منهاج السنّة: 7/454، وفي طبعة بولاق : 4 / 121.
[2] منهاج السنّة: 4 / 496، وفي طبعة بولاق : 2/231.
[3] انظر كتاب: بيعة علي بن أبي طالب في ضوء الروايات الصحيحة:78(وفيه مصادر الحديث المذكور).
[4] المصدر نفسه، نقلاً عن «تلخيص الحبير: 4 / 51 » لابن حجر.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست