responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 255

الوليد، وهم ممّن شهد لهم أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري بالإسلام، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حرباً أبداً بعدها،وكان يحدّث أنّهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل، فأخذ القوم السلاح، قال: فقلنا: إنّا المسلمون، فقالوا: نحن المسلمون، قالوا لنا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، قال: ثمّ صلّينا وصلّوا، وكان خالد يعتذر في قتله أنّه قال وهو يراجعه: ما أخال صاحبكم إلاّ وقد كان يقول كذا وكذا، قال: أوَما تعدّه لك صاحباً؟ ثمّ قدّمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه!!! فلمّا بلغ قتلهم عمر بن الخطاب، تكلّم فيه عند أبي بكر فأكثر، وقال: عدوّ الله]يعني خالداً[عدا على امرئ مسلم فقتله، ثم نزا على امرأته... .[1]

فكيف يدّعي ابن تيمية، بعد هذا وغيره أنّ السيف كان مسلولاً فقط على الكفّار؟

ثمّ إنّ عليّاً ما خاض غمار الحروب إلاّ بعد إتمام الحجّة، وإبلاغ القوم بما يجب عليهم، وبعد تكبّرهم ورفضهم ما كان له بد إلاّ محاربة المفسدين وتجار الأموال، ومستغلّي المناصب غير المستحقين لها.

ولذا فالاختلاف والصراعات لم تكن معلولة لحكومة علي(عليه السلام)، بل كانت أثراً طبيعياً للتربية غير السليمة لمن سبقه ممّن رفضوا حكومة العدل الإلهي وسعوا وراء ملذّاتهم الدنيوية، والتي وقف علي(عليه السلام) حائلاً بينهم وبينها، مما دعاهم للتآمر عليه ومحاربته.


[1] تاريخ الطبري:2/503ـ504.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست