responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 254

إذن، فالقتال على تأويل القرآن، كان من مواطن البشرى، ولذا استشرف لها أبو بكر وعمر، ولكن تلك النبوءة لم تتحقّق إلاّ على يد حليف القرآن، وتلك البُشرى لم تُزَفّ للقرآن، وللرسالة وصاحبها، وللأُمّة جمعاء، إلاّ من بطل الإسلام، الذي كان في طليعة مَن قاتل مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على تنزيل القرآن.

ونسأل: ألا يُعتبَر ابن تيمية، بذلك الكلام الذي يعيب به مَن حَمل راية الدفاع عن القرآن، وصانه من تحريف المتأوِّلين المبطلين، ألا يُعتبر بذلك طاعناً على رسول الله نفسه، ومنغِّصاً عليه فرحه وسروره ببقاء القرآن، الذي جاد بكلّ شيء في سبيل تحكيمه في الحياة، مصوناً من التحريف بعد رحيله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟

ثمّ إنّ السيف في زمان الخلفاء الثلاثة لم يكن مكفوفاً عن أهل الإسلام، فعلى الرغم من أنّ التاريخ الذي كتبوه بأيديهم قد أسرف كثيراً في ذكر أخبار المرتدّين الذين حاربهم أبو بكر، فإنّك تجد في ثنايا صفحاته أنّ ثمّة جماعة من المسلمين، لم ترتدّ، وأُخرى امتنعت عن أداء الزكاة لسبب من الأسباب، ليس من بينها إنكار فريضة الزكاة، وممّا يدلّك على ذلك قول الخفشيش، الذي يستنكر فيه تولّي أبي بكر للأمر:

أطعنا رسول الله ما كان بيننا *** فيا لعباد الله ما لأبي بكر

أيملكنا بكر، إذا مات، بعده *** فذاك وبيت الله قاصمةُ الظَّهرِ[1]

ويدلّ على ذلك أيضاً قصة مالك بن نويرة وقومه، الذين قتلهم خالد بن


[1] تاريخ المدينة المنورة لابن شبّة: 547 ـ 548; وانظر: تاريخ الطبري:2/477.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست