responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 117

جواب سلامنا. وعلى هذا فالآية غير محدودة بحياة النبي الدنيوية، ويشهد على ذلك فهم السلف الصالح للآية، فقد أخرج الحاكم عن عبد الله بن مسعود(رضي الله عنه) قال: إنّ في سورة النساء لخمس آيات ما يسرّني أنّ لي بها الدنياّ وما فيها ـ و قد علمت أنّ العلماء إذا مروا بها يعرفونها ـ ((إنّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّة وَإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أجْراً عَظيماً))،[1] و((إن )(تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخلاً كَريماً))[2]، و((إنّ اللهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ))[3]، ]و[ ((وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ )(لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً))[4]،] و[ ((وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً)).[5]

قال عبد الله: ما يسرّني أنّ لي بها الدنيا وما فيها.[6]

ووجه الدلالة هو أنّه لو كانت هذه الآية محدّدة بحياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقط، لَما صحّ لابن مسعود أن يقول: ما يسرّني أن لي بها الدنيا وما فيها، لأنّ فيه إشارة إلى استمرارها بعد حياة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنّه قال ذلك بعد رحلته(صلى الله عليه وآله وسلم).

قال الشوكاني: احتجّ القائلون بأنّها مندوبة بقوله تعالى:((وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ))، ووجه


[1] النساء: 40.
[2]النساء:31.
[3] النساء: 116.
[4]النساء:64.
[5] النساء:110.
[6] مجمع الزوائد:7/11ـ12. أخرجه الحاكم في المستدرك:2/334، المعجم الكبير للطبراني:9/220; الدر المنثور:3/498.
اسم الکتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست