responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 132

اللسان، فليس له طريق إلاّ الاستماع إلى محاورات أهل اللغة في مقامات مختلفة، فإذا رأى أنّ لفظاً خاصّاً يستعمل في مقامات مختلفة بمحمولات عديدة في معنى واحد، كما إذا رأى أنّ الفقيه يقول: الماء طاهر و مطهّر، أو قليل أو كثير، و قال الكيمائي: الماء رطب سيّال، وقال الفيزيائي: الماء لا لون له و رأى اطّراده في الموضوع الخاص، يحدس أنّ اللفظ موضوع على ما استعمل فيه في هذه الموارد، لأنّ المصحّح، إمّا الوضع أو العلاقة، والثاني لا اطراد فيه فتعين الأوّل.

وهذا هو الطريق المعروف في اقتناص معاني اللغة و لنذكر مثالاً:

ذهبت الشيعة الإمامية إلى أنّ الغنيمة في آية الخمس، مستعملة في مطلق ما يفوز به الإنسان في الحرب و غيره و لأجل ذلك استدل الفقهاء بها تبعاً لأئمّة أهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ على تعلّق الخمس بأرباح المكاسب و غيرها خلافاً لأهل السنّة حيث قالوا باختصاص حكم الآية بالغنائم الحربية فإذا أردنا القضاء في معنى الغنيمة وأنّها هل كانت في زمن نزول الآية حقيقة في مطلق ما يفوز به الإنسان أو يختصّ بالغنائم الحربية، لا محيص من تتبّع استعمالها في القرآن و السنّة، فإنّه يهدينا إلى أحد المعنيين، وبه يثبت أنّها موضوعة لأحدهما وقد سلكنا هذا الطريق في كتاب «الاعتصام بالكتاب والسنّة» وأثبتنا أنّها مطردة فيهما في مطلق ما يفوز به الإنسان.

فمن الكتاب قوله سبحانه: (...تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدُّنْيا فَعِندَ اللّهِ مَغانِمُ كَثيرَةٌ)[ 1 ]أراد به نعم الجنّة فمن السنّة ما رواه ابن ماجة في كتاب الزكاة أنّه جاء عن رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «اللّهمّاجعلها مغنماً ولا تجعلها مغرماً».[ 2 ]

وفي مسند أحمد عن رسول اللهـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ:«غنيمة مجالس الذكر الجنّة».

و فيه أيضاً عن رسول اللهـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في وصف شهر رمضان: «غنم المؤمن».



[1] النساء: 94.
[2] الاعتصام بالكتاب والسنّة: 92.

اسم الکتاب : المحصول في علم الأُصول المؤلف : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست