responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 61

إذا زارك فقد عدل عن غيرك[ 1 ].

ويظهر من غيره أنّه «بمعنى القصد» وهو لا يخالف ما سبق؛ لاَنّ الميل إلى جانب لا ينفكّ عن القصد، قال الطريحي: زاره يزوره زيارة: قصده فهو زائر، وفي الحديث من زار أخاه في جانب المصر، أي قصد، وفي الدعاء: اللّهمّ اجعلني من زوّارك أيّ من القاصدين لك، الملتجئين إليك، والزيارة قصد المزور إكراماً له وتعظيماً واستئناساً به[ 2 ].

والظاهر كما يظهر من ذيل كلامه أنّ معناها ليس مجرّد القصد بل القصد المنتهي إلى حضور الزائر لدى المزور لاِحدى الغايات المذكورة في كلامه، من التكريم والتعظيم والاستئناس به.

هذا هو معنى الزيارة، وليس فيها شيء من الاَُمور التي ذكرها ابن تيمية، بل هي الحضور عن قصد لدى المزور لاِحدى الغايات، وهي تختلف حسب اختلاف المزور شأناً، ومقاماً، ومهنة.

نعم في إمكان الزائر أن يزور الرسول لاِحدى الغايات التالية:

1 ـ أن يزور الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ لمجرّد تذكّر الموت والآخرة، وهذا ثابت في زيارة جميع القبور من غير فرق بين الرسول وغيره، بل المؤمن والكافر، ودلالة القبور على ذلك متساوية، كما أنّ المساجد ـ غير المساجد الثلاثة ـ متساوية لا يتعيّن شيء منها بالتعيين بالنسبة إلى هذا الغرض، ولا معنى لشدّ الرحال إلى المدينة لزيارة الرسول لتلك الغاية المتحققة في زيارة كلّ قبر في بلد الزائر النائي.

2 ـ أن يزور الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ للدعاء له، كما زار الرسول أهل البقيع، وهذا مستحبٌ في حقّ كلّ ميت من المسلمين، ويتحقّق في زيارته _ صلى الله عليه وآله وسلم _ إذا صلّى عليه،


[1] مقاييس اللغة 3 : 36.
[2] مجمع البحرين 2 : 304.

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست