responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 62

وطلب الدرجة الرفيعة له، كما ورد فيالحديث: كان عليّ _ عليه السلام_ يقول: «اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه، وأكرم لديك نُزُلَه، وشرِّف عندك منزله، وآته الوسيلة، وأعطه السناء والفضيلة، واحشرنا في زمرته»[ 1 ].

3 ـ أن يزوره _ صلى الله عليه وآله وسلم _ للتبرّك به، لاَنّه ليس في الخلف أعظم بركة منه وهو حيّ يرزق، والصلة بيننا وبينه غير منقطعة، وقد استفاضت الروايات على أنّه يسمع كلامنا، ويرد سلامنا، بشهادة أنّ عامّة المسلمين يسلّمون عليه في تشهّدهم، ويخاطبونه بقولهم: السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته.

4 ـ أن يزوره _ صلى الله عليه وآله وسلم _ لاَداء حقّه؛ فإنّ من كان له حقّ على الشخص فينبغي له برّه في حياته، وبعد موته والزيارة من جملة البرّ؛ لما فيها من الاِكرام وليس إنسان أوجب حقّاً على الاَُمّة من النبيّ. هذه هي الغايات المتصوّرة في زيارة النبيّ الاَكرم.

وأمّا الزيارة البدعية التي تحدّث عنها ابن تيمية وأسماها بدعية تارة وإشراكاً لله تعالى أُخرى، فهو ممّا ابتدعها ابن تيمية، وليس بين المسلمين من يسوِّي بين الله ورسوله، كما هو شعار المشركين، كما قال سبحانه حاكياً عنهم: (إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ العالَمين )[ 2 ]، والمسلمون بعامّة طوائفهم براء من الشرك وسماته وقد عرف سبحانه أهل الشرك بسمة خاصّة مذكورة في آيتين، قال سبحانه: (ذلِكُمْ بِأنَّه إذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرتُمْ وإنْ يُشرَكْ بِه تُؤْمِنوا فَالحُكْمُ للهِ العليِّ الكَبيرِ )[ 3 ].

وقال تعالى: (إنَّهُمْ إذا قِيلَ لَهُمْ لا إلهَ إلاّ اللهُ يَسْتَكْبِرونَ )[ 4 ]فلا تجد مسلماً عندما يزور النبيّ تحت قبّته الخضراء وفي مسجده يكون على تلك الحالة أي إذا


[1] نهج البلاغة، الخطبة 106.
[2] الشعراء: 98.
[3] غافر: 12.
[4] الصافات: 35.

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست