responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 57

ولا يخفى على الاَئمة ظهور الحديث في الدلالة على عدم الجدوى، لا كون العمل محرّماً.

3ـ أنّ عدم جواز السفر إلى غير المساجد الثلاثة لا يكون دليلاً على عدم جوازه إلى (بُيوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرفَعَ ويُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ )[ 1 ]إذ لا ملازمة بينهما؛ لاَنّه لا تترتّب على السفر في غير مورد الثلاثة أية فائدة سوى تحمّل عناء السفر، وقد عرفت أنّ فضيلة أيّ جامع في بلد، نفسها في البلد الآخر، وليس اكتساب الثواب متوقّفاً على السفر، وهذا بخلاف المقام؛ فإنّ درك فضيلة قبر النبيّ يتوقّف على السفر، ولا يدرك بدونه.

4 ـ يقول: «إنّ المسلمين يتّخذون قبور الاَنبياء أوثاناً وأعياداً ويشرك بها» (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِهِمْ )[ 2 ]أفمن يشهد كلّ يوم بأنّ محمداً عبده ورسوله، ويكرّمه ويعظّمه؛ لاَنّه سفير التوحيد ومبلّغه ـ أفهل ـ يمكن أن يتّخذ قبره وثناً؟!

5 ـ يقول: «تدعى من دون الله» إنّ عبادة الغير حرام لا مطلق دعوته، فعامّة المسلمين حتّى ابن تيمية يقولون في صلاتهم: «السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته». والمراد من قوله سبحانه: (فلا تَدْعوا معَ اللهِ أحداً )[ 3 ]لا تعبدوا مع الله أحداً، قال سبحانه: (ادْعُوني أسْتَجِبْ لَكُم إنَّ الَّذينَ يَستَكْبرونَ عَنْ عبادَتي سَيَدْخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ )[ 4 ]فسمّى سبحانه دعوته: عبادة. فإذاً الدعوة على قسمين: دعوة عبادية؛ إذا كان معتقداً بإلوهية المدعوّ بنحو من الاَنحاء، ودعوة


[1] النور: 36.
[2] الكهف: 5.
[3] الجن: 18.
[4] غافر: 60.

اسم الکتاب : الزيارة في الكتاب والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست