responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 395

فياللّه ماذا يعني تاج الدين السبكي من قوله: «تعطيل ذات اللّه مع نفي الصفة» فإنّ أحداً من المسلمين لا يعطل الذات عن الوصف بالعلم والقدرة والحياة والسمع.

نعم إن عنى من تعطيل الذات نفيَ وصفه سبحانه بالاَوصاف الخبرية بمعانيها اللغوية كاليد والرجل والنزول ووضع القدم في الجحيم، فإنّ هذا ليس تعطيلاً بل مرجعه إلى التنزيه مع عدم التعطيل بجعلها كناية عن المعاني الاَُخر، تبعاً لاَُسلوب الفصحاء والبلغاء والذكر الحكيم، كلام فصيح وبليغ، ليس فوقه شيء فلا يعد مثل ذلك تعطيلاً. نعم، من يحاول وصفه سبحانه بهذه الصفات بمعانيها اللغوية، ويقول: إنّ للّه تبارك وتعالى يداً ورجلاً ونزولاً وحركة بالمعنى الحقيقي ولكن لا تعرّف كيفيّتها، يحاول الجمع بين المتضادين فإنّ مقتضى الحمل على المعاني اللغوية سيادة تلك المعاني على موردها و مقتضى نفي الكيفية نفي معانيها اللغوية، فكيف يعدّون أنفسهم من المثبتين وأهل التنزيه من المعطّلة.

ولا يقاس ذلك بوصفه سبحانه بالعلم والقدرة مع عدم العلم بالكيفية، لاَنّ الكيفية فيهما ليست مقوّمة لواقعهما، فالعلم بمعنى انكشاف الواقع، وأمّا كونه عرضاً أو جوهراً، حالاّ ً أو محلاّ ً، فليست مقوّمة لمفهومه حتى يرجع نفي الكيفية إلى نفي واقع العلم، وهذا بخلاف اليد فإنّها بلا كيفية ليست يداً لغة.

وأظن أنّه لو انعقد موَتمر علمي في جو هادىَ واستعدت الطائفتان للتأمّل في براهين النفاة لقلّ الخلاف وتقاربت الطائفتان.

نعم إنّ خلافاً دام قروناً لا ينتفي باسبوع أو شهر أو بعقد موَتمر أو موَتمرين، ولكن الرجاء تقريب الخطى وعدم تكفير إحدى الطائفتين الطائفة الاَُخرى.

أوليس الاَولى لنا ألا نقسّم رحمة ربّنا وعذابه وجحيمه بيننا كما قسّمه الاسكندري في تعليقته على الكشاف ونتركه إلى اللّه سبحانه فهو أعلم بمن في لظى

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست