responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 371

وبغضّ النظر عمّـا ذكرنا من تفسير الزيادة على الاستحقاق أنّ ما بعد الآية قرينة واضحة على أنّ المراد من «زيادة» هو الزيادة على الاستحقاق، ومفاد الآيتين هو تعلق مشيئته سبحانه على جزاء المحسنين بأكثر من الاستحقاق وجزاء المسيئين بقدر جرائمهم، قال سبحانه بعد هذه الآية («والَّذينَ كَسبوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سيِّئةٍ بمِثلها وتَرهقُهُمْ ذِلّةٌ ما لهم منَ اللّهِ مِنْ عاصمٍ كأنّما أُغشيَتْ وجوهُهُمْ قِطَعاً من الَّيْلِ مُظْلِماً أُولئكَ أصحابُ النّارِ همْ فِيها خالدونَ») (يونس ـ 27) .

أفبعد هذا السياق الرافع للاِبهام يصح لكاتب عربي واع أن يستدل بالآية على الروَية.

وبذلك يظهر عدم دلالة ما يشابه هذه الآية مدلولاً على مدعاهم، قال سبحانه: («ادخُلوها بسلامٍ ذلكَ يومُ الخلودِ * لهم ما يشاءُونَ فيها ولَدينا مَزيدٌ») (ق ـ 34 ـ 35) فإنّ المراد أحد المعنيين، إمّا زيادة على ما يشاوَونه ما لم يخطر ببالهم ولم تبلغهم أمانيُّهم، أو الزيادة على مقدار استحقاقهم من الثواب بأعمالهم. وأمّا ما رواه مسلم فسيوافيك القضاء الحق عند البحث عن الروَية في الروايات. وأنّ الآحاد في باب العقائد غير مفيدة خصوصاً إذا كانت مضادة للقرآن.

الآية الثالثة: روَية الملِك:

(«وإذا رَأيتَ ثَمَّ رأيتَ نَعيماً ومُلكاً كبيراً») (الاِنسان ـ 20) .

قال الرازي: فإنّ إحدى القراءات في هذه الآية في («ملكاً») بفتح الميم وكسر اللام وأجمع المسلمون على أنّ ذلك الملك ليس إلاّ اللّه تعالى. وعندي أنّ التمسك بهذه الآية أقوى من التمسك بغيرها [ 1 ].



[1]الرازي: مفاتيح الغيب: 13|131. والعجب أنّ الرازي لم يذكر تلك القراءة عند تفسير الآية في محلّها أي سورة الاِنسان.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست