responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 314

يقول سبحانه: («واللّهُ أخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعلَمُونَ شَيئاً وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والاَبصارَ والاََفئدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ») (النحل |78) .

فالمُثبِت للروَية والنافي لها يركِّز على موضوع واحد هو الروَية بالاَبصار وأنّ الخارج عن هذا الموضوع خارج عن إطار العقيدة.

وبذلك يظهر أنّ الروَية بغير الاَبصار تأويل للعقيدة التي أصرّ بها أصحاب أحمد بن حنبل الملتحق به الاِمام الاَشعري ولا يمت بموضوع البحث بصلة، فقد نقل عن «ضرار» و «حفص الفرد» أنّ اللّه لا يرى بالاَبصار ولكن يخلق لنا يوم القيامة حاسّة سادسة غير حواسنا فندركه بها [ 1 ].

يقول ابن حزم: إنّ الروَية السعيدة ليست بالقوة الموضوعية بالعين بل بقوة أُخرى موهوبة من اللّه [ 2 ].

إلى غير ذلك من الكلمات التي حرّفت النقطة الرئيسة في البحث ومعتقد أهل الحديث والاَشاعرة، ونحن نركّز في البحث على الروَية بالاَبصار، وأمّا الروَية بغيرها فخارجة عن مجاله.

فإذا كانت الحنابلة والاَشاعرة مصرّين على جواز الروَية فأئمة أهل البيت ومن تبعهم من الاِمامية والمعتزلة والزيدية والاِباضية قائلون بامتناعها في الدنيا والآخرة.

فالبيت الاَموي والمنتمون إليه من أهل الاَخبار كانوا من دعاة التجسيم والتشبيه والجبر وإثبات الجهة، والروَية للّه سبحانه، وأمّا الاِمام أمير الموَمنين وبيته الطاهر وشيعتهم كانوا من دعاة التنزيه والاختيار ورافضين هذه البدع المستوردة من اليهود بحماس.



[1]الاِمام الاَشعري: مقالات الاِسلاميين: 261.
[2]ابن حزم: الفصل: 3|2.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست