responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 315

وقد نجم في ظلّ العراك الفكري بين العلويين والاَمويين منهجان في مجال المعارف كلّ يحمل شعاراً، فشيعة الاِمام وأهل بيته، يحملون شعار التنزيه والاختيار، والاَمويون وشيعتهم يحملون شعار التشبيه والجبر وقد اشتهر من زمان قديم قولهم:

«العدل والتنزيه علويان»

« الجبر والتشبيه أمويان»

فصارت النتيجة في النهاية أنّ كلّ محدّث متزلّف إلى البيت الاَموي يحشد أخبار التجسيم والجبر، بلا مبالاة واكتراث، لكن الواعين من أُمّة محمد الموالين لاَهل بيته، يتجنّبون عن نقل تلك الاِثارة.

قال الرازي في تفسير قوله: («لَيسَ كَمِثلهِ شيءٌ»): احتجّ علماء التوحيد قديماً وحديثاً بهذه الآية على نفي كونه جسماً مركّباً من الاَعضاء والاَجزاء، حاصلاً في المكان والجهة قالوا: لو كان جسماً لكان مثلاً لسائر الاَجسام فيلزم حصول الاَمثال والاَشياء وذلك باطل بصريح قوله تعالى: («ليس كمثله شيء») ـ إلى أن قال: ـ

واعلم أنّ محمد بن إسحق بن خزيمة أورد استدلال أصحابنا بهذه الآية في الكتاب الذي سمّاه بالتوحيد، وهو في الحقيقة كتاب الشرك، واعترض عليها، وأنا أذكر حاصل كلامه بعد حذف التطويلات، لاَنّه كان رجلاً مضطرب الكلام، قليل الفهم، ناقص العقل، فقال: «نحن نثبت للّه وجها ونقول: إنّ لوجه ربّنا من النور والضياء والبهاء، ما لو كشف حجابه لاَحرقت سبحات وجهه كلّ شيء أدركه بصره، ووجه ربّنا منفيّ عنه الهلاك والفناء، ونقول: إنّ لبني آدم وجوهاً كتب اللّه عليها الهلاك والفناء، ونفى عنها الجلال والاِكرام، غير موصوفة بالنور والضياء والبهاء، ولو كان مجرّد إثبات الوجه للّه يقتضي التشبيه لكان من قال: إنّ لبني آدم وجوهاً وللخنازير والقردة والكلاب وجوهاً، لكان قد شبَّه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير والقردة والكلاب، ثم قال: ولا شك أنّه اعتقاد الجهمية لاَنّه لو قيل له:

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست