responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 258

منازلهما ... وقيل: لاَنّ عثمان تأهل بمكّة، وقيل: فعل ذلك من أجل الاَعراب الذين حضروا لئلاّ يظنوا أنّ فرض الصّلاة ركعتان أبداً حضراً وسفراً...وقيل: كان عثمان نوى الاِقامة بمكة بعد الحجّ ... وقيل: كان لعثمان أرض بمنى و ... ثم أبطل جميع هذه الوجوه ورجّح القول بأنّهما رأيا القصر جائزاً والاِتمام جائزاً فأخذا بأحد الجائزين وهو الاِتمام» [ 1 ].

يلاحظ عليه: أنّ هذا الاجتهاد حجّة لصاحبه لو اجتمعت فيه شروط الاجتهاد ولم يكن اجتهاد مقابل النص مضافاً إلى أنّ عثمان قد برّر عمله بالوجه الاَخير عندما واجه نقود الصحابة له، نعم لمّا ضاقت به السبل تمسك بالرأي الذي رآه، فقد نقل الموَرّخون من الطبري وغيره «حجّ بالناس في سنة 29 عثمان فضرب بمنى فسطاطاً فكان أوّل فسطاط، ضربه عثمان بمنى، وأتم الصلاة بها وبعرفة، فذكر الواقدي «بالاِسناد» عن ابن عباس قال: إنّ أوّل ما تكلّم الناس في عثمان ظاهراً أنّه صلّـى بالناس بمنى في ولايته ركعتين حتى إذا كانت السّنة السادسة أتمّها، فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتحكم في ذلك من يريد أن يُكثِرَ عليه حتى جاءه علي ( عليه السلام ) فيمن جاءه فقال: واللّه ما حدث أمر ولا قدم عهد ولا عهدت نبيك يصلّي ركعتين، ثم أبا بكر، ثم عمر، وأنت صدراً من ولايتك، فما أدري ما يرجع إليه؟ فقال: رأي رأيته.

وعن عبد الملك بن عمرو بن أبي سفيان الثقفي عن عمه قال: صلّى عثمان بالناس بمنى أربعاً فأتى آت عبد الرحمن بن عوف فقال: هل لك في أخيك؟ قد صلّى بالناس أربعاً، فصلّى عبد الرحمن بأصحابه ركعتين، ثم خرج حتى دخل على عثمان فقال له: ألم تصلّ في هذا المكان مع رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ركعتين؟ قال: بلى، قال: ألم تصلّ مع أبي بكر ركعتين؟ قال:



[1]صحيح مسلم بشرح النووي: 5|195.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست