responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 259

بلى. قال: أفلم تصلّ مع عمر ركعتين؟ قال: بلى قال: ألم تصل صدراً من خلافتك ركعتين؟ قال: بلى. قال: فاسمع منى يا أبا محمد إنّي أجزت أنّ بعض من حجّ من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي: إنّ الصلاة للمقيم ركعتان هذا إمامكم عثمان يصلّي ركعتين، وقد اتّخذت بمكة أهلاً فرأيت أن أُصلّـي أربعاً لخوف ما أخاف على الناس وأُخرى قد اتخذت بها زوجة، ولي بالطائف مال، فربما اطلعته فأقمت فيه بعد الصدر. فقال عبد الرحمن بن عوف: ما من هذا شيء لك فيه عذر، أمّا قولك، اتخذت أهلاً، فزوجتك بالمدينة تخرج بها إذا شئت، وتقدم بها إذا شئت، إنمّا تسكن بسكناك.

وأمّا قولك: ولي مال بالطائف، فإنّ بينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال وأنت لست من أهل الطائف.

وأمّا قولك: يرجع من حجّ من أهل اليمن وغيرهم فيقولون: هذا إمامكم عثمان يصلّي ركعتين وهو مقيم. فقد كان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينزل عليه الوحي والناس يومئذ، الاِسلام فيهم قليل، ثم أبو بكر مثل ذلك، ثم عمر، فضرب الاِسلام بجرانه فصلّى بهم عمر حتّى مات ركعتين. فقال عثمان: هذا رأي رأيته.

قال: فخرج عبد الرحمن فلقي ابن مسعود فقال: أبا محمّد غير ما يعلم ؟ قال: لا، قال: فما أصنع؟ قال: إعمل أنت بما تعلم، فقال ابن مسعود: الخلاف شر، قد بلغني أنّه صلّى أربعاً فصلّيت بأصحابي أربعاً، فقال: عبد الرحمن بن عوف: قد بلغني أنّه صلّى أربعاً فصليت بأصحابي ركعتين، وأمّا الآن فسوف يكون الذي تقول، يعني نصلّـي معه أربعاً [ 1 ].

وممّا مضى يعلم أنّ عبد اللّه بن مسعود الذي عزى إليه إتمام الصلاة في السفر إنّما فعل ذلك مراعاة للسياسة الوقتية اتّباعاً لما رآه عثمان خلافاً لرأي نفسه



[1]البلاذري: الاَنساب : 5|39: الطبري: التاريخ : 5|56، ابن الاَثير: الكامل 3|42، ابن كثير: التاريخ 7|154، ابن خلدون:التاريخ: 2|386.

اسم الکتاب : البدعة مفهومها ، حدها وآثارها ومواردها المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 259
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست