2. المسجد النبوي ومرقد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)
توفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت إحدى زوجاته، وانجرّ الأمر إلى دفنه في نفس المكان الّذي توفّي فيه، وقد صار بيته معبداً لزوجته عائشة بقية حياتها، ولم يعترض أحد على صلاتها في بيتها والقبر إلى جانبها.
وفي السنة الثامنة والثمانين لمّا ضاق المسجد على المصلّين ـ حيث انتشر الإسلام في ربوع المعمورة ـ أمر الوليد بن عبد الملك والي المدينة عمر بن عبد العزيز بأن يوسّع المسجد بتخريب بيوت أزواج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)الّتي كانت مبنية حول المسجد، فقام هو بتخريبها جميعاً، وعندئذ وقع مرقد النبي في داخل المسجد، ولم يعترض على ذلك العمل أحدٌ من التابعين حتّى الإمام زين العابدين(عليه السلام) ولا سائر الفقهاء في ذلك الزمن، وهذا يحكي عن أنّ وجود المرقد داخل المسجد لا يعارض أُصول التوحيد ولا أُصول الشريعة، إذ أنّ الغاية هي التبرك بوجود النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد مر على ذلك أزيد من ثلاثة عشر قرناً ولم ينبس أحدٌ ببنت شفة. نعم روي عن سعيد بن المسيب أنّه اعترض على التخريب ولم يعلم وجه اعتراضه، إذ يحتمل أن يكون أنّ أصحاب البيوت كانوا غير راضين، أو أنّ الاعتراض كان لأجل أثر البناء لهذه الأبنية الّتي هي من الخشب والطين، حتّى يرى أبناء الأجيال التالية كيف عاش النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وأهله وعياله حياة بسيطة.[ 1 ]
[1] اقرأ تفصيل توسعة المسجد في كتاب وفاء الوفا:2/262ـ 276، طبعة مؤسسة الفرقان.