responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبسوط في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 3  صفحة : 36

نكتة مهمة

إنّ الاستدلال بالحسن والقبح على الحكم الشرعي إنّما يصحّ إذا وقع الحسن والقبح في سلسلة علل الأحكام، كحسن ردّ الأمانة، وقبح الخيانة، أو حسن الوفاء بالعهد وقبح نقضه، أو حسن تكريم المنعم وقبح الإساءة إليه، ففي هذه الموارد يكشف الحسن والقبح عن الحكم الشرعي.

وأمّا إذا وقع الحسن والقبح في سلسلة مداليل الأحكام فلا يكشف كلّ منهما عن الحكم الشرعي، وإلاّ لزم عدم انتهاء جعل الحكم الشرعي إلى حدّ.

مثلاً إنّ العقل يستقلّ بحسن الطاعة وقبح المعصية لكن كلاًّ من عنواني الطاعة والمعصية يتوقّف على وجود أمر أو نهي قبلهما حتّى يقال طاعته حسنة وعصيانه قبيح، وهذا ما يقال: إنّ حسن الطاعة وقبح المعصية أفعال في سلسلة معاليل الأحكام وآثارها، فلولا الحكم الشرعي المتقدّم لما صدق حسن طاعة الأمر ولا قبح مخالفته.

ولكن مثل هذا الحسن أو القبح لا يكشف عن حكم شرعي ثان، ولو كشف عن حكم شرعي آخر، صار هذا الحكم الشرعي موضوعاً لحكم العقل بحسن طاعته وقبح معصيته، ولو كشف هذا الحكم العقلي عن حكم شرعي ثالث يكون موضوعاً أيضاً لحكم العقل بحسن طاعته وقبح معصيته، ولو كشف هذا الحكم الفعلي أيضاً عن حكم شرعي رابع، لتسلسلت الأحكام الشرعية .

اسم الکتاب : المبسوط في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 3  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست