responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 96

المحقق التاريخي يشبه المحقق الجنائي

هناك إفراط في جانب الدعوة إلى دراسة الإمام الحسين (ع) في الجانب الديني وترك الجانب التاريخي حتى من قبل بعض علماء الدين، وهناك في الجانب الآخر تفريط في الدعوة لدراسة القرآن الكريم باعتباره أثراً تاريخياً، المواد التاريخية ميزتها أنها توفر لك معلومات كثيرة، وملفات كثيرة، ومصادر عديدة، ومحاربو هذا الإتجاه من أجل أن يقلصوا من هذه المعلومات يدعون لترك هذه المعلومات، والتاريخ لا يعتمد في نقله على الأسانيد، والمحقق التاريخي يشبه في عمله المحقق الجنائي، فلا يهمل أي قصاصة أو معلومة جزئية، فقد تخدمه في بحثه وهو لا يعتمد على هذه القصاصة، وإنما تكون هذه القصاصة حلقة من سلسلة توصله إلى الحقيقة، وبعد استكمال الحلقة تتضح له الصورة، انظروا إلى المحققين الجنائيين الذين لا يهملون أي معلومة ولا يتعاملون معها بشكل منفصل، بل يربطونها بباقي الأحداث، ويتعاطون معها تعاطٍ جمعي ومجموعي، طبعا في بادئ الأمر تحتاج إلى المعلومة الجزئية، ولكن هذا الاحتياج يكون تمهيدا لوضعها موضعها في الحدث، مثل وجود البصمة، أو وجود بقع من الدم، أو شعر معين يوضع هذا الدليل في موضعه فيصل إلى الحقيقة.

النظرة المجموعية تولد إفرازات علمية

والذي لا يجمع المعلومات لا يتحصل على الإحصاء، ومن العلوم المهمة الآن هو الإحصاء، والبحوث الاستراتيجية تعتمد على الإحصاء، والنظرة الجمعية المجموعية تولد إفرازات علمية ضخمة، والبحث التاريخي والبحث العلمي الجنائي والبحث الاستراتيجي كله يحتاج إلى هذه المعلومات، فمثلا زواج القاسم لم ينقله إنسان عادي وإنما نقله فقيه كبير من الفقهاء من القرن العاشر، أو الحادي عشر وهو الطريحي، في كتابه المنتخب المعروف بالفخري، أو إذا نقل لنا الشيخ حسين العصفور في الفوادح الحسينية على سبيل المثال أمراً من الأمور، وهو من الفقهاء فليس من السهل المرور على الحادثة التي نقلها مرور الكرام، والذي نقلها فقيه كبير بل ينبغي اعتبارها قصاصة قد ترشدك إلى حقيقة أخرى.

ولو أردنا أن نسجل نقاطاً في الرد على هذه الإشكالات نقول:

النقطة الأولى

لماذا يتم رفض المنهج التاريخي في أحداث عاشوراء فقط ولا يتم في الأحداث الأخرى؟ ونحن لسنا نرفض المنهج العلمي فنحن أبناء العلم ونرحب به ولكن يجب أن تكون الدراسة رصينة وعامة.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست