responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 94

فمختلفة (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً) المائدة: 48، ونحن نكرر هذا الكلام لأن حتى بعض كبار الباحثين من الفريقين قد يغيب عنهم هذا المفهوم للدين والشريعة.

معنى فبهداهم اقتده

إذن حتى سير الأنبياء (ع) يحتج بها، فكل موقف من مواقفهم التي تصب في خدمة الدين يحتج بها، وليست قابلة للنسخ، فلو وصلتنا مقولة بشكل قطعي عن النبي آدم أو إبراهيم أو موسى أو عيسى (ع) أو غيرهم من الأنبياء (ع)، وهذه المقولة في التوحيد أو المعاد أو عالم البرزخ أو أصول الأخلاق، لو وصلتنا بشكل قطعي فلا بد أن نأخذ بها ونهتدي بهديها، وكلامي ليس عن ما ورد عنهم في شرائعهم، وإنما في دينهم؛ لأن الدين واحد، والله تعالى خاطب سيد الأنبياء (ص) قائلًا: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) الأنعام: (90) طبعاً الأنبياء ليسوا قدوة لمحمد (ص)؛ لأنه سيدهم بل هو قدوتهم، ولكن الهدى الذي نزل من الله عليهم مصدره الله، وليسوا هم مصدره، ولذلك التعبير في الآية الكريمة لم يأت بصيغة: فبهم اقتده وإنما ورد: (فبهداهم اقتده) يعني الهدى الذي نزل عليهم من الله تعالى.

عاشوراء وسيرة النبي (ص)

نعود إلى جادة البحث فنقول إن التعاطي مع أدوات التاريخ ليس خاصاً بسيد الشهداء (ع) بل يعمُّ سيرة الأنبياء والأئمة المعصومين، التاريخ منذ آدم إلى يومنا هذا له جنبتان وربما أكثر، فجنبة وقتية زمنية والأخرى فقهية شرعية، الجدير بالذكر أن هذا التساؤل الذي يثار حول مصادر وأحداث عاشوراء لا بد من إثارته في سيرة سيد الأنبياء (ص)، وسيرة بقية الأئمة والأنبياء (ع)، أنا أقرأ بعض المقالات والكتب لبعض الأخوة الذين يتشددون في قراءة أحداث عاشوراء ويقولون أنها لا بد أن تكون بآلة فقهية رصينة ودقيقة وهذا جيد، ولكنه عندما يقرأ هو سيرة أمير المؤمنين (ع)، والسيرة النبوية يكتفي بمصادر تاريخية، ويبني رؤية كاملة عقدية وفقهية وليست فرعية، فمثلا يريد أن يبني منظومة الوحدة الإسلامية فيستشهد بكلمات من أمير المؤمنين ومن الرسول (ص)، ومواقفهم وما شابه ذلك ويرسم منظومة تسير بمسار دستوري فقهي على ضوء نصوص لم يعالج سندها ودلالاتها، وإنما يرسلها إرسالا، فلماذا التدقيق في أحداث عاشوراء وترك التدقيق في السيرة النبوية؟.

القرآن له طابع تاريخي ولكن لا يقتصر عليه

حتى في أسباب نزول الآيات، صحيح أن القرآن الكريم المعجزة الخالدة ولكن له طابع تاريخي، وإن كانت بعض الجهات العلمية الغربية تريد أن تصور أن التاريخ حدث تاريخي عفى عليه الزمن، وليس أمراً غيبيا ملكوتيا، وإذا كان القرآن حدثا

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست