responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 80

يرى المتتبع للأبواب التي عبَّدها صاحب كتاب وسائل الشيعة- وهو من الكتب المهمة جدا عند فقهاء الإمامية في جمع الحديث الشيعي- في المجلد الرابع عشر وهو معقود لأبواب المزار- أي زيارات الأئمة عليهم السلام- و أبواب المزار في هذا الكتاب ربما يصل تعدادها إلى مائة ونيف، وقد عقد صاحب الوسائل ثلثي هذه الأحاديث لذكر الحسين عليه السلام، سواء في زيارته، أو في الحزن عليه، أو إنشاد الشعر عليه، أو البكاء عليه، أو إقامة المأتم عليه، هناك تركيز شديد عند الأئمة عليهم السلام حول ذكر الحسين (ع)، يعني من الصحيح أن يقال أنه لم تتوافر روايات أهل البيت (ع) على ذكر أحد من الأئمة في الزيارة أو البكاء أو العزاء أو المأتم أو أي شيء كما وردت في ذكر الحسين (ع).

خليفة الله مزود بما لم تزود به الملائكة

هذا المطلب يتطابق مع ما ورد في القرآن الكريم من منظومة تعاليم ومنظومة وصايا؛ لأن القرآن الكريم يجعل مركز الكون خليفة الله في الأرض في سبع سور في القرآن الكريم؛ لأن الله قد فرض على ملائكة البرزخ وملائكة السماوات وملائكة الأرض طاعة خليفة الله في الأرض، وهذا الفرض لا نحسبه فقط فرضاً تشريفياً أو تشريعياً أو ينطلق من المجاملة وإنما هو قدرة تكوينية، إذا كان خليفة الله هو أول النماذج، وكان آدم مسلحا بعلم يفوق علم جميع الملائكة، ومن المعروف أن العلم هو سبب القدرة، ومع كل ما أوتي ملائكة الله من علم وقدرة في العوالم المختلفة، لم يزودوا بعلم متطور مهيمن كما قد زود به خليفة الله، حيث زود بعلم جامع يسمى علم الأسماء، إذن القرآن الكريم يعظم ويكبر خليفة الله.

آدم أول خلفاء الله وأهل البيت (ع) آخرهم

أول قافلة خلفاء الله هو آدم، وليس منصب خليفة الله مقتصرا على آدم، والغريب أن بعض المفسرين وبعضهم من الإمامية يركزون في تفسير ملحمة آدم وإبليس أنها في خصوص آدم، والحال أنها ليست مختصة بآدم عليه السلام، قال تعالى: (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) البقرة: (30)، وهذا مرتبط بمعادلة عامة بقانون وتكوين وسنة إلهية دائمة، أول مصاديقها آدم، ثم بين الباري تعالى مراسم التنصيب، وأن من يحتل ومن يتسنم ومن يتنصب لهذا المقام يحوز مثل هذه الصلاحيات، وهذه معادلة دائمة يشرحها الامام علي بن أبي طالب (ع) في الخطبة الصاقعة، وهي من أبرز خطبه عليه السلام، وهي خطبة طويلة جدا، ولعلها من أطول خطب نهج البلاغة، يبدأها عليه السلام بتنصيب آدم ويختمها بأهل البيت (ع) باعتبارهم خلفاء الله، ولو أردنا أن نعرف نظام القرآن الكريم الذي من بنوده وملفاته المهمة نظام الملائكة، حيث جعل الله لهم من الصلاحيات ما لم يجعلها لأحد، هذا النظام الملائكي هو أحد الأنظمة من بين الأنظمة الكثيرة المذكورة في

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست