التعظيم في القرآن الكريم

قال تعالى: (ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج: (32)، (ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ...) الحج: 30، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ وَ لَا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ لَا الْهَدْيَ ...) المائدة: (2) مر بنا في المحاضرات الماضية أن الأمر بالتعظيم في القرآن الكريم وفي الشريعة لم يرد إلا في موارد خاصة، وخلص بنا البحث سابقاً أن التعظيم قد ورد في الشعائر الدينية، وورد في تعظيم اسم النبي (ص) في قوله تعالى: (وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) الانشراح: (4)، كما ورد التعظيم لبيوت أهل البيت (ع) في قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (36) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ) النور (36)، (37)، وهو أيضا نص آية المودة حيث أن آية المودة أعظمت من مودة أهل البيت (ع)، وولاية أهل البيت (ع)، وكذلك في آية المودة الثانية التي اصطلحنا على تسميتها بهذه التسمية وهي في سورة إبراهيم حيث بيَّن أن ثمرة الحج وفوائد الحج وشعائر الدين هو أن تهوي القلوب لذريته من نسل إسماعيل: (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم: (37)، والفاء سواء كانت فاء تفريع أو فاء تعليل، بأي تقدير كان تفسير الفاء نحوياً أو لغوياً فالمطلوب هو: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) وذكرنا أن هذا المعنى موجود في روايات أهل البيت عليهم السلام، حيث يكبرون ويعظمون ذكرالإمام الحسين (ع) سواء بوسيلة الزيارة أو بوسيلة الحزن والعزاء والبكاء، وبأي نمط يرتبط بسيد الشهداء عليه السلام ترى في روايات أهل البيت عليهم السلام نوع من الاستقطاب والمحورية له.

أبواب المزار في كتاب وسائل الشيعة