responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 71

وهذه النظرة لها شواهد أخرى من القرآن الكريم ففي خطاب الله عز وجل للملائكة عندما أخبرهم وأنبأهم بقوله: (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) البقرة: (30)، سبع سور من القرآن الكريم استعرضت هذا المشهد وهذا الحدث، وكانت مراسم الاستخلاف ذات هيبة إلهية خاصة فيها إعظام وإجلال من الله تعالى للخليفة، وهناك تعبير في القرآن الكريم: (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) ص: (72، 71)، وتعبير: (من روحي) يعطي دلالة إضافة تشريفية، وتعبير (فقعوا له ساجدين) غير التعبير ب: (اسجدوا) قعوا له ساجدين أكثر غلظة وتأكيداً وإعظاماً وإجلالًا، والتعبير بخليفة الله لا يقتصر على آدم، بل يشمل كل من يتسلم هذا المقام، نعم آدم هو أول نموذج من نماذج خليفة الله، وأول مصداق من مصاديقه، ولكن المعادلة دائمة، ومراسم الحلف الدستوري هذا كان آدم فيه هو أول المصاديق، وإلا فهذه السنة الإلهية جارية مادامت حقيقة البشر موجودة، وعندما يؤكد الله إلزام كل مسؤولي الكون والعوالم وهم الملائكة بالسجود؛ لأن قوله: (فسجد الملائكة) (ال) الواردة في (الملائكة) أداة التعميم الأولى، وإسم الجمع أداة التعميم الثانية، و (كل) أداة تعميم الثالثة، و (كلهم) أداة التعميم الرابعة، و (أجمعين) أداة التعميم الخامسة، فهذه خمس أدوات تعميم وردت في الآية، يعني لم يستثن الله تعالى من الملائكة أحداً في هذا الأمر في أن يلزمه بطاعة آدم الخليفة، بما فيهم جبرائيل ومكيائيل وإسرافيل ورضوان ملك الجنان، ومالك خازن النيران، فكل الملائكة سجدوا بل أكد على التعميم فشمل ملائكة الآخرة والبرزخ والسماوات والأرض والعرش، بل كل قبيل من قبائل الملائكة، فهذا أي إعظام وأي إفخام من الله عز وجل.

الأنبياء والملائكة يستأذنون الله في زيارة الحسين (ع)

إذا فهمنا هذه البصائر القرآنية لا نستغرب أن جميع النبيين يستأذنون الله ليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلة النصف من رجب وليلة العاشر وفي المناسبات العظيمة يستأذنون الله تعالى في زيارة الحسين (ع) وكذلك يستأذن جميع قبائل الملائكة لزيارة الحسين (ع)، قال الله تعالى: (ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج: (32)، لا ريب بين المسلمين أن من هذه الشعائر هو حج بيت الله الحرام، وتعظيم بيت الله، وجعلت البُدن الأضاحي من شعائر الله، ولا ريب في ذلك، وجعل الصفا والمروة من شعائر الله قال تعالى: (إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) البقرة: (158)، إذن بيت الله وما فيه من مشاعر لا ريب أنها مقصودة من قوله: (وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) مع ذلك ورد الكثير من روايات أهل البيت (ع) ما يعظم زيارة الحسين (ع):

(من زار الحسين فكأنما زار الله فوق عرشه)

لابن قولويه ص 148: وهذا التعظيم استفاد منه الفقهاء والعلماء أن زيارة الحسين (ع) فيها من

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست