العلامة الأميني وإحياء ذكرى عاشوراء

هناك من يسأل عن المبررات الشرعية لتجديد ذكرى الحسين (ع) ومصابه، وهنا أود أن أتطرق إلى ما ذكره العلامة الأميني رحمة الله عليه في أحد كتبه حيث قام رضوان الله عليه بزيارة إلى سوريا بغية تتبع الكتب والمصادر المخطوطة القديمة التي تحتوي وتتضمن طرق وأسانيد حديث الغدير، وأقام خلال فترة إقامته العديد من الخطب والمجالس والندوات مع مختلف علماء المذاهب الإسلامية هناك من الصوفية والاسماعيلية والسنة وغيرهم من المذاهب المختلفة، وقد طرح أحدهم عليه هذا السؤال وهو:" ما هو مبرر الشيعة الإمامية الإثناعشرية لإعادة إحياء ذكرى عاشوراء في كل عام بل في كل شهر بل في كل أسبوع؟"

النبي (ص) يقيم المأتم على الحسين (ع)

أخذ الأميني رضوان الله عليه يسجل المصادر المعتمدة لدى أهل السنة من كتب الحديث كالصحاح الستة او من كتب السير أو كتب التاريخ المتضمنة لعقد النبي (ص) مأتم العزاء والندبة على الحسين (ع) في محضر من أصحابه من المهاجرين والأنصار، وقد أحصى العلامة الأميني من مصادرهم فقط إثنا عشر مأتما أقامه النبي (ص) على سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) بعضها عقدها النبي (ص) والحسين (ع) لا زال في نعومة أظفاره، ومن المعروف أن الحسين (ع) لم يقتل في عهد النبي (ص)، إلا أن النبي (ص) أنبأ بمقتله ورثاه بتصوير حدث المصاب ومسرح الحدث ومسرح واقعة الطف. للمزيد من الإطلاع على هذه المجالس راجع كتاب (الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد، محاضرات الشيخ محمد السند، بقلم رياض الموسوي، دار الغدير، قم، ص 417)

سيرتنا سيرة النبي (ص)

كتاب الأميني هذا كتاب قيم طبع عدة مرات، واسم الكتاب" سيرتنا وسنتنا وسيرة النبي وسنته" ومقصود العلامة الأميني من هذه العبارة أي أن سيرة الإمامية الإثناعشرية هي اتباع لسيرة النبي (ص)، حيث عقد اثني عشر مجلسا كما تذكر مصادر أهل السنة على مصيبة الحسين (ع)، ولكل مجلس رصد العلامة الأميني من المصادر ما يتراوح بين عشرة إلى ثلاثين مصدرا يذكر تلك المجالس، وقد رصد ما يربو على العشرين مصدراً لأغلب تلك المجالس، والمصادر التي ذكرها الأميني مصادر معتبرة جداً، من بينها مسند أحمد بن حنبل وكذلك صحيح مسلم والصحاح الأخرى.