responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 47

والذي يرفض التقليد بشكل تام يؤدي إلى سد الطريق أمام العلم لكي لا يتخذ مجراه بشكل صحيح، والقرآن إنما ذم التقليد غير المبني على العلم قال تعالى (وَ كَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) الزخرف: 22

والنزوع إلى التقليد أمر فطري والإنسان يقلد مئات المرات يوميا.

وإذا أخذ الشيعة بعض الآليات من الأمم الأخرى للتعبير عن حزنهم على سيد الشهداء وأهل البيت عليهم السلام، فإن ذلك ليس عيباً مادامت تلك الآلية صحيحة وسليمة وهذا يقع في سياق التبادل الثقافي والحضاري بين الأمم. (1)

(1) ومن شواهد كلام سماحة الشيخ حفظه الله ما شهدته البحرين في السنوات الأخيرة من تطوير في إحياء الشعائر الحسينية لا سيما حملة الإمام الحسين للتبرع بالدم والمرسم الحسيني حيث أن هذه الأساليب مأخوذه من أمم أخرى وتم إدراجها في الشعائر الحسينية بنجاح حيث لاقت الكثير من الترحيب والتلقي الإيجابي من مختلف قطاعات المجتمع الذي نظر إليها على أنها ظاهرة حضارية تعكس وعي المنتمين إلى ثقافة الإمام الحسين وخدمتهم لمجتمعهم.

إذن ليست المشكلة أن هذه الأساليب الحسينية مأخوذة من أمم أخرى أم أنها مبتكرة من أبناء الطائفة، وإنما المناط هو صحة الأسلوب وعدم صحته، فكون هذا الطقس مأخوذ من الأتراك أو من الهنود أو من غيرهم لا يطعن في هذا الأسلوب، وكل الأمم تتأثر بالأمم الأخرى في أساليبها ولكن المهم هو أن تبقى المعاني والمثل والقيم والمباديء وإن اختلفت الأساليب.

هل البكاء والحزن ظاهرة سلبية وهدامة؟

ما يطرح من رأي في الإشكال الذي يقول أن الحزن ظاهرة هدامة للمجتمع وتفتقد للحيوية والنشاط والهمم وتسبب الكبت والتراجع النفسي والفكري والإجتماعي وأنها عقدة تكفير الذنب، فيمكن الجواب عنه بما يلي: إذا كان من يطرح هذا الإشكال بعض أبناء المسلمين من المذاهب الأخرى نقول لهم كما قلنا في مخاضرات سابقة: إن ظاهرة الحزن والبكاء ظاهرة قرآنية يحث عليها القرآن كما بينا في سورة البروج، وسورة يوسف، وفي قصة قابيل وهابيل، بل إن القرآن الكريم يحث على البكاء ويمتدح النفس اللوامة، في بداية سورة القيامة المباركة ويذم الفرح،

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست