صحيح أن هناك فرق بين الباحث القانوني والباحث الأخلاقي باعتبار اختلاف التخصص، والقاضي أيضاً سواءً كان قاضياً مدنياً أو شرعياً يفصل النزاع بالمواد القانونية التي ترجع إلى الهيمنة الأخلاقية كما ذكرنا.

الإمام الحسين والأصول الأخلاقية

في واقعة الطف يخاطب سيد الشهداء عليه السلام الوجدان العربي فمثلا عندما اعتدى الجيش الأموي على مخيم الإمام الحسين عليه السلام وعلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهم الحسين عليه السلام:

(ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون)

إبصار العين في أنصار الحسين (ع) للشيخ محمد السماوي ص 34

أي أن الحسين (ع) عندما شعر أن القانون والشرع لم يؤثرا في هؤلاء الأعداء حاول إرجاعهم إلى الأصول الأخلاقية فقال لهم كيف تقومون بهذا الفعل المتناقض مع الأخلاق والإنسانية.