responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 161

قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات: (13)، في هذه الآية الكريمة يبين الباري تعالى أن أصل تأسيس العرق أو القومية والعناصر المختلفة هو بادرة تكوينية منه عزوجل، ولها فلسفة تكوينية، وهذا إن عنى شيئا فمعناه أن القرآن الكريم لا ينسف مبدأ القومية أومبدأ العنصر ومبدأ هوية الشعوب و الأوطان والبلدان المختلفة، القرآن الكريم لا يقفز على الواقع بل يعطيه حجمه الحقيقي، بدون غلو ولا إفراط، وقد بينا هذا البحث في سنوات ماضية في بحث العولمة في هذا المكان الشريف.

الإختلاف للتعارف لا للتصادم

الوطن والمواطنة والانتماء إلى الوطن والأمن الوطني والسلم الأهلي والتعايش الذي يدخل في تعريف الوطن والمواطنة هي أمورٌ قُررت في الفقه الدولي، وهي تعتبر من مبادئ الدستور في أي بلد من البلدان، وهذا الأصل له منبع من المبادئ الإسلامية، و الآية الآنفة الذكر تقرر وجود أصل القوم أو القومية بشكل إجمالي، وهي لا تنسف النسب أو العنصر ولكنها تحدد فلسفته، وكذلك قوله تعالى: (وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى وَ لا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) المائدة: (2)، وفي هذا السياق جملة من الآيات أشير إليها إشارة سريعة (وَ ما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ (117) وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود: (119: 118) هذا الاختلاف ليس بمعنى المواجهة والتصادم، وإنما بنفس معنى (لتعارفوا) في الأية السابقة؛ لأنهم لو كانوا بهيئة واحدة ولونٍ واحد وشكل واحد لكان الأمر مختلفاً، وهذا هو أحد محاذير الاستنساخ؛ لأن نسخة واحدة بشكل واحد بقالب واحد سوف تزعزع الأمن البشري والاجتماعي والاقتصادي والتجاري؛ لأنه سيصعب التفريق بين هذا وذاك.

وقال تعالى: (وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ لكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة: (48) وقال تعالى: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) الأنبياء: (92).

وقبل أن أدخل في محور المواطنة والوطن، والتعرف على ذلك من خلال النصوص التي ورثناها من خطاب سيد الشهداء (ع) في هذا المضمار، وهو أحد المحاور المهمة في البحث الدستوري، أود أن أشير إلى قضية الشركة والمشاركة من قبل الأمة في الحكم.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست