responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 132

قد أحسنت إحدى الدول الإسلامية عندما نصحت الدول الكبرى بأن معالجة الإرهاب إنما تتم بمعالجة أسبابه لا بالتصدي لآثاره؛ لإن التصدي للآثار لن يحل المشكلة، والحل يكمن في إعطاء كل ذي حق حقه.

عدم الرضوخ للإرهاب

لقد أعطانا الإمام الحسين عليه السلام دروس الصمود في ميدان المطالبة بالحق مهما بلغ بطش الطغاة، قال عليه السلام:

(ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله)

أعيان الشيعة للعاملي ج 1 ص 600، ومقتل الحسين للمقرم ص 84 والطاغي إنما جعل له خيارين وهما: إما الخضوع والذل والإستسلام وإما القتال والإستشهاد، فاختارالإمام عليه السلام القتال والاستشهاد، وإن لم يبتدء بالقتال، و رفض الخضوع أمام القوة والتهديد، وهذا هو الدرس المستفاد من عاشوراء، وهو عدم الإستسلام لبغي وبطش الدول الكبرى على حساب المبادئ والقيم والإلتزام بالخط الإلهي العظيم.

وحينئذٍ تكون مجابهة القوة بالقوة مجابهة مشروعة ومنضبطة بالموازين الشرعية، وكان الإمام الحسين عليه السلام له حدود لا يخرج عنها، وله موازين لا يتعداها وهي الموازين الشرعية الإسلامية.

النبي (ص) والحسين موقف واحد

كان أصحاب الحسين (ع) في ليلة عاشوراء مستعدين لتلك المواجهة الصعبة في ليلة عاشوراء، فهم قد استمروا في نصرة سيد الشهداء (ع) مع أن الحسين عليه السلام قد برأ ذمتهم وجوّز لهم الإنصراف، وحينئذٍ سيكون وحده يواجه هذا الجيش الجرار، وقد أمر اللهُ النبي (ص) أن يجاهد الكفار حتى لو وصل به الأمر أن يبقى لوحده في الميدان، قال تعالى: (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) النساء: 84، فالحسين (ع) مستعد للقتال حتى لو كان وحيداً وهذا يدلل على أن موقف الحسين (ع) في قتال بني أمية يضاهي ويماثل موقف النبي (ص) في قتال الكفار، وهذا الموقف لم يؤمر به الإمام علي (ع)؛ لأن وظيفة الإمام علي عليه السلام وكذلك الإمام الحسن عليه السلام أن يستنصر المسلمين في قتال أعدائه فإن نصروه جاهدهم وإن لم يفعلوا فلا يبقى لوحده في الميدان، ويسقط بذلك عنه التكليف، أما الإمام الحسين (ع) فوظيفته الشرعية أن يبقى ولو كان وحده كما أمر الله نبيه (ص) في الآية الآنفة الذكر.

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست