responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 118

الغرائز والشهوات، بينما إذا استخدم هذا المخزن الروحي العظيم في الشعر مادة أو نثراً يستطيع أن يستنقذ الإنسان من براثن السقوط إلى قمم النور والمبادئ والقيم.

صفات الشعراء المؤمنين

إذن آلة اللحن أو آلة الشعر آلة مهمة جداً شريطة الإيمان والعمل الصالح وذكر الله ذكراً كثيراً، فذكرت الآية في سورة الشعراء شرط الإيمان في الشاعر؛ لأن المؤمن عنده تحكم في غرائزه فلا يعيش حالة (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) لأنه لا تحركه النزوات والشهوات، فهو يُتبع اللفظ المعنى ولا يتبع المعنى اللفظ، الشاعرالتخييلي يلوي عنق المعنى من أجل اللفظ، وهدفه اللفظ ونوع من التهييج والترقيص والهز، أما الشاعر والملحن الهادف، نعم كله فن ولكن هناك فن هادف وفن ساقط يوجب الرذيلة، فالقرآن الكريم يبين لنا شرائط الفن الهادف.

تأثير الفنانين على الجماهير

وأصحاب الفنون يؤثرون على المستوى الثقافي و التربوي للمجتمع، كما يساهمون بشكل كبير في استنفار طاقات المجتمع وتعبئته، بشكل قد يفوق تأثير المفكرين، فالفنانون يستقطبون القاعدة استقطاباً شديداً، إما إسقاطاً في مهاوي الرذيلة، أو علواً إلى قمة الفضائل والجدية والهدفية، إذن أصحاب الفن لهم دور مهم وخطير، ويستطيعون أن يؤدوا رسالتهم إذا حققوا الشروط القرآنية، وهي الإيمان، والعمل الصالح، وذكرالله كثيرا؛ لأنهم يتعاملون مع آلة سهلة، التعامل مع النفوس كالسحر، وإذا لم يكن الفنان تقياً ورعاً قد يدمر المجتمع، وهناك بعض أقلام الأدباء تُسخَّرُ لخدمة الظالمين والساقطين، فغياب الإيمان والعمل الصالح في الفن يجعل الفن سبباً للرذيلة، بدلًا من أن يكون سبباً للفضيلة، ويسبب اللاهدفية، بدلا من أن يسبب الهدفية، والشرط الثالث ذكر الله كثيراً؛ لأن النفس موجودٌ بركاني زلزالي هياجي عجيبٌ، وسمي الشيطان شيطاناً؛ لأنه يشط، والسكينة والوقار صعبة عليه، وذكر الله يسبِّبُ اطمئنانَ القلوب، ويمنع حالاتِ الإضطراب، والشرط الرابع الذي يذكره القرآن الكريم له صلة بالحسين (ع) وأهل البيت (ع) وهو (وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا).

اسم الکتاب : الشعائر الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 2  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست