responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 265

هو المقدّم على كلّ شيء، فمع أنّهم كانوا تحت سلطته، وكان الكثير من المحيطين بالإمام عليّ عليه السلام يحثّونه على قتال الخوارج وإبادتهم قبل معركة النهروان، ولكنّه رفض مقاتلتهم إلّابعد أن أتمّ الحجّة عليهم بالحوار. وكانوا هم الذين قد شهروا آلة الحرب، ورفضوا التفاوض والحوار.

وما فعله الإمام مع الخوارج يصلح لأن يكون انموذجاً في التعامل مع المعارضة، بل هو من أعظم السنن العلويّة لهذه الامّة في اصول السياسة الداخلية لنظام الحكم، حيث كان الإمام يعطيهم كلّ الحقوق المتعلّقة بإبداء الرأي وطرح الفكر، وهناك دراسات في جامعة الأزهر تحاول أن تغوص في غمار هذه التجربة العلويّة المباركة مع الحزب المعارض المتمثّل بالخوارج، ومن المعروف أنّ الخوارج لم يكونوا أفراداً بل كانوا حزباً سياسياً وأيديولوجياً، وحتّى هؤلاء الخوارج لم يبدأهم الإمام عليّ عليه السلام بالقتال ولم يُقْصِهم أو يجعلهم تحت الإقامة الجبرية، بل فتح لهم باب الحوار على مصراعيه، ممّا جعل الخوارج يفتحون الجبهة الإعلاميّة بشكل قوّي، مع ذلك لم يحاربهم واقتصر على ردّ الرأي بالرأي، وطرح بيّناته وحججه، واحتمل الإمام عليّ عليه السلام الطرف المعارض إلى أقصى حدّ ما دام الطرف الآخر قد اعتمد لغة الحوار، والأكثر من ذلك أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقبل المقاضاة، وهو حاكم الدولة وخليفة المسلمين وأمير المؤمنين كما حصل في قضية ماليّة، فيقبل أن يقف أمام شريح القاضي هو والطرف الذي رفع الشكوى عليه، وهذه النماذج لا نجدها إلّاعند أهل البيت عليهم السلام.

النبيّ صلى الله عليه و آله يقدّم الحوار على القتال

والنبيّ صلى الله عليه و آله- وهو معلّم الإمام عليّ عليه السلام- كان في جميع مراحل مسيرته الرساليّة يدعو إلى الحوار والجدال بالتي هي أحسن، وما كان تقسيم الدعوة إلى مرحلتين:

المرحلة المكّية، والمرحلة المدنيّة إلّادليل على ذلك، حيث كان في مكّة يطرح

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست