responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 262

الحكومات الدكتاتوريّة وأثرها في تشويه الإسلام

ممّا تقدّم تبيّن أنّ الحوار ليس شعاراً جديداً جُعل في التشريع الإسلامي، بل هو عنوان يحمله الفكر الإسلامي الأصيل، ولهذا يقال: نحن أبناء الدليل، أيالحوار الاقناعي الذي يتوصّل من خلاله إلى الحلول الناجعة، ولكن ممارسة الحكومات الدكتاتورية التي كانت تحكم باسم الإسلام بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كالدولة الأمويّة والدولة العباسيّة، أعطت الرأي العامّ صورة سيّئة عن الحوار الإسلامي من خلال ممارساتها القمعيّة مع من يخالفها ويعارضها من قطاعات الشعب الذي تحكمه، فهذه الحالة مرفوضة، ويجب أن يكون التحاكم الثقافي والتحاكم العلمي هو السائد كما يطرح ذلك الدين الإسلامي.

الشورى ومفهومها في الإسلام

قال اللَّه تعالى: (وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) [1]، وقال: (وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) [2]، والشورى هي الحوار، وهي جمع حصائل العقول، وجمع المعلومات، وجمع الخبرات، وتلاقح الأفكار، أي هي ظاهرة ثقافيّة فكريّة وليست ظاهرة غضبيّة، وليست ظاهرة تحميليّة، أي أن تحمل الطرف الآخر على قبول رأيك بالقوّة، ويخطأ من يقول: إنّ الشورى هي إرادة الأكثريّة؛ لأنّ الشورى ليست إرادة، وإنّما هي رأي، والإرادة من القوى العمليّة، والشورى من القوى العلميّة، وفرق بين هذا وذاك، أعلم الناس من جمع علوم الناس إلى علمه، وأعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله.

وإذا رجعنا إلى أحاديث أهل البيت عليهم السلام نجدها تحثّ على المشورة، وتعتبر


[1] سورة آل عمران: الآية 159.

[2] سورة الشورى: الآية 38.

اسم الکتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست