اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 7
المدخل: و فيه مباحث:
المبحث الأول [فى موضوع الكتاب]
قد اختلف في حسن الأفعال و قبحها فقيل إن الحسن و القبح يقعان على معان:
فقد يطلق و يراد بهما الكمال و النقص في الأفعال الاختيارية و في الملكات النفسانية الأخلاقية و بهذا المعنى فإن لهما واقعا خارجيا يطابقهما و تكون هاتان القضيتان من القضايا اليقينية.
و قد يطلق و يراد بهما الملائم و المنافر للنفس بحسب قواها المختلفة فما يوافق قوة منها يكون لذيذا لها بحسب تلك القوّة و ما ينافر تلك القوّة يكون مؤلما كذلك و قد يسمّى بالمصلحة و المفسدة أي ما فيه ذلك، و قد يطلق و يراد بهما المدح و الذم باقتضاء الأفعال الاختيارية لذلك كاقتضاء السبب لمسببه و المقتضى لمقتضاه أو بنحو اقتضاء الغاية لذي الغاية؛ فالأول كاقتضاء الاساءة إلى الغير للانتقام و التشفي من الغيظ الحاصل بسببها فيقوم بذم و عقوبة المسيء و الثاني إذا كان الغرض من المدح و الذم الوصول إلى مصلحة أو تجنب مفسدة نوعية أو شخصية فيحكم على فاعل ما فيه المصلحة بالمدح و على فاعل ما فيه المفسدة بالذم، و حينئذ فالحسن من الأفعال هو ما ينبغي فعله و القبيح ما ينبغي تركه و لا ينبغي فعله.
و أن المعنى الأخير يختص بالأفعال الاختيارية بخلاف ما تقدم.
و لكن التقسيم و الترديد بين المعاني الثلاثة لا واقع له و لا صحّة و سيأتي بيان ذلك عند تحقيق الأقوال.
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 7