responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 354

أكمل ما يمكن أن يكون في ذاته، فالصوادر من البارىء عزّ و جلّ كذلك- هي بحذاء ذلك النظام الذاتي الأعلى و الأشرف يكون صدورها. كما في تعبير بعض الروايات عن الرضا عليه السّلام إنما ههنا يدل على ما هناك- باعتبار أن آيات مخلوقات اللّه مع اختلاف درجاتها تدل على صفة و كمال في الباري تعالى، فلذا عرّفوا العناية الإلهية هي علمه بالنظام الوجودي و الخير الأشرف و رضاه به و عليته لذلك النظام- و قد برهن الحكماء على أن هذا الترتيب الموجود في أقسام الوجود هذا هو أقصى ما يمكن أن يبلغه النظام في الكمال و الخير و الاتميّة.

و بحث العناية قاعدة فلسفية عامة تعمّ كل عوالم الوجود يقولون إنه حيث إن البارىء هو اللامحدود في الكمالات و الخير و العلوّ فنظام الخلق و الصوادر عن الباري هي بحذاء تلك الذات الكاملة.

هي الذات المقدسة هي نظام جملي وجودي أكمل و أشرف و أعلى و نظام ترتيب الصوادر عن الباري هي بحذاء ذلك النظام الأكمل.

فالنظام الذاتي يكون علة للنظام الخلقي و علة لأفعال الباري مع رضا الباري بذلك و عليته لذلك.

و في المقام نبني عليه كأصل موضوعي ...

هذه القاعدة ما هو مؤداها، و كيف نستدل بها على عقلية الحسن و القبح؟:

مؤداها أن كل كمال ببركة العناية الإلهية يجب أن يكون على أكمل ما يكون عليه و منها الموجودات الإرادية و الفاعل بالإرادة فالمفروض في العناية الأزلية الإلهية أن توصل تلك الموجودات الفاعلة بالإرادة إلى أكمل ما تكون عليه بتهيّؤ الأسباب و بهذه القاعدة يستدل على ضرورة التشريع و التقنين أي بيان طريق الكمال من واجب الوجود للموجودات الفاعلة بالإرادة في عالم الدنيا باعتبار أنه يجب أن يوصلها إلى أكمل ما يمكن أن تكون عليه، فهذا المؤدى الاجمالي للقاعدة، و يكون بمنزلة الكبرى و صغراه

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 354
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست