responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 190

الدعاء تسبيبه حقيقي لا اعتباري:

و قال في وميض لاحق [1]: «الم يستبن لبصيرتك- أن تعلّق نظام الوجود جملة بالقضاء و القدر، و استناد الموجودات كلها إلى قدرة اللّه سبحانه و إرادته و حكمته و عنايته، ليس يصادم توسيط الشرائط و العلل، و ارتباط عوالم النظام و أجزائها بعضها ببعض، و ترتب المسببات عن الأسباب ... فكذلك فاعلمن أن الدعاء و الطلب، من جملة أسباب الحصول و علل الكون و شرائط الدخول في نظام الوجود. و ما [2] يتشكك أن ما يرام بالطلب و السؤال و الدعاء و الالحاح انجاح نيله و تيسير عسيره، إن كان مما لم يجر قلم القضاء الأزلي بتقدير وجوده، و لم يتطبّع لوح القدر الإلهي بتصوير حصوله، فلم الدعاء و ما رادّته؟ و إن كان مما جرى به القلم و تطبّع به اللوح، فما الداعي إلى تكلفه؟ و أي افتقار إلى تجشمه؟ فمندفع [3] بأن الطلب أيضا من القضاء و الدعاء أيضا من القدر، و هما من شرائط المطلوب المقضي، و منه أسباب المأمول المقدّر. فإذا كان قد جرى القضاء و القدر بنجاح بغية ما و انجاح طلبة ما، كان الطلب و الدعاء اللذان هما من شرائطها و أسبابها المتأدية إليها أيضا من المقضي المقدر، و إلا فلا. و بالجملة، ما قضي و قدّر، فقد قضيت و قدّرت أسبابه و شرائطه، و ما لا فلا. إذا أراد اللّه شيئا هيّأ أسبابه».

و قال [4]: «فاعلمن أن العالم الحرفي (الحروف الهجائية) كالجسد و العالم العددي كالروح الساري فيه و هما بما فيهما من تأليفات النسب و امتزاجات الخواص، منطبقات على عوالم التكوين، بما فيهما من النسب الكونية و البدائع الصنعية،


[1] ص 449.

[2] مبتدأ يأتي خبره.

[3] خبر ل «ما يتشكك».

[4] ص 451.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست