responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 189

وجوده، حيث إنه لا يتم وصول نفوس الأناسي إلى الكمال إلا به، فهو خاصية الموجود المستكمل بالإرادة.

خامسا: إن تلك الأسباب الوجودية أي الوعيد و الوفاء به و عدم اخلاف الميعاد، و إن لزمت منه شرور في نظام الوجود بالنسبة إلى نشأة المعاد و لكن هي على سبيل سائر الشرور اللازمة للخيرات الكثيرة المقصودة للعناية الأولى.

سادسا: إن المثوبة و العقوبة أيضا من لوازم ماهيات الأفعال الحسنة و السيئة بحسب درجاتها في الحسن و القبح الذاتي و هو تصريح صارخ بوحدة الحسن بالمعاني الثلاثة.

و ذكر في وميض لاحق ما نقلناه سابقا عن كتاب التعليقات للشيخ، و أضاف في النقل فقال [1]: «تعليق: النظام الحقيقي و الخير المحض هو ذات البارىء، و نظام العالم و خيره صادران عن ذاته. و كل ما يصدر عن ذاته، إذ هو نظام و خير، يوجد مقترنا بنظام يليق به و خير يليق به، إذ الغاية في الخلق هو ذاته. و هذا النظام و الخير في كل شيء ظاهر، إذ كل شيء صادر عنه، لكنه في كل واحد من الأشياء غير ما في الآخر و الخير الذي في الصلاة غير الذي في الصوم».

ثم أنه ذكر [2] أن كثرة الهالكين لا يعني كثرة الشرور بالقياس إلى الخير حيث أن الخيرات كثيرة بالقياس إلى كمال النوع و أشخاصه الناجين و الأسباب المترتبة المتأدية إلى ذلك على سبيل الوجوب في نظام الوجود فلو لا حصول ذلك لأدى إلى فساد نظام الكل و حرمان النوع من كماله الأقصى الممكن، و عدم دخول النفوس المقدسة الإنسانية في الوجود و انتفاء وجود الأشخاص الناجين رأسا، إذ وجود الهالكين من لوازم هذا النظام الموجود.


[1] ص 439.

[2] ص 443.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست