اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 185
مذهب المحقق محمد بن محمد باقر الداماد الحسيني (قده)
قال في القبسات [1]: (و ميض من القبس العاشر) في سرّ القضاء و القدر و كيفية دخول الشرّ في القضاء الإلهي و سرّ الحقّ في الدعاء و الإجابة ... «كأنك، إذن، بما تحققت أن جملة نظام الكل هي شخصية هيكل الإنسان الكبير، و العناية الأولى الإلهية هي الطبيعة الكلية الفاعلة الحافظة الممسكة المدبّرة على الاطلاق بالعلم المحيط الواسع و القدرة التامة الكاملة و الحكمة الحقة البالغة، و أن قضية قانون الإمكان الأشرف و وجوب المناسبة بين العلّة التامة و معلولها على أتم الوجوه، أنه ليس في طباع الإمكان أن يتصور نظام الوجود أفضل و أتم مما هو عليه، و أن مفهوم نظام أتمّ من هذا النظام، إنما هو كمفهومات سائر الممتنعات الذاتية التي لا مطابق لها في التصور، إلا باختلافات الأوهام الكاذبة و تعمّلات الأذهان المنكوسة. فإنه لما كان علم البارىء الحقّ بنظام الخير في الوجود علما لا نقص فيه، و رحمته الفعالة بالجود رحمة لا ضنانة فيها، و كان ذلك العلم سببا ينبعث عنه معلومه، و ينبوعا ينبجس منه متعلقه، و لم تكن لنظام الكل مادة تمنعه عن تمام النصاب، و إمكان استعدادي يعوقه من غاية الكمال، فلا محالة وجب أن يكون الكل قد وجد في غاية من الاتقان ... فالنظام الجملي أفضل ما يمكن و أتمّ ما يتصور، و لا يدخل في الوجود شر بالقياس إليه أصلا. و الجاعل الجواد