responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 132

المشاركة، كما سنشرحه في موضعه، و أن يتصرف في المشاركة تصرفا على الوجه الذي يليق به. و هذا الاستعداد له بقوة تسمى العقل العملي، و هي رئيسة القوى التي له جهة البدن.

و أما ما دون ذلك فهي قوى تنبعث عنه لاستعداد البدن لقبولها و لمنفعة.

و الأخلاق تكون للنفس من جهة هذه القوة كما قد أشرنا إليه فيما سلف. و لكل واحد من القوتين استعداد و كمال، فالاستعداد الصرف من كل واحدة منهما يسمى عقلا هيولانيا سواء أخذ نظريا أو عمليا. ثم بعد ذلك إنما يعرض لكل واحدة منهما أن تحصل لها المبادىء التي بها تكمل أفعالها، إما للعقل النظري فالمقدمات الأولية و ما يجري معها، و إما للعملي فالمقدمات المشهورة و هيئات أخرى. فحينئذ يكون كل واحد منهما عقلا بالملكة ثم يحصل لكل واحد منهما الكمال المكتسب».

أقول: المعاني المستخرجة من كلامه:

أولا: إن الاجتماع المدني و المشاركة سبب مؤثر بالضرورة في الاستكمال الإنساني و لا تتم سببيته إلا بالنظم وفق تقنين معين توجب مراعاته حصول الغاية.

ثانيا: ما ذكرناه من الأمور الستة آنفا في كلامه السابق على هذا، تتأتّى فيه أيضا ثالثا: حوالة البحث في الآراء الكلية للعقل العملي، إلى صناعة الحكمة العملية يدرجها في البحث البرهاني.

رابعا: ما ذكره من خواص الإنسان و منها الرويّة الفكرية عن رأي يلحظ العاقبة، و بخلاف ذلك في سائر الحيوانات فإنه استعداد مطبوع على ضرب واحد وافق العاقبة أم لا، يفيد أن الآراء المزبورة تكون دائما بوسط العلة الغائية و هو مما يقبل المطابقة للواقع فيصدق أو عدمها فيكذب، و حينئذ تتصور الجهات الثلاث للقضية من الوجوب و الامتناع و الإمكان. هذا مع كون الخير و الشر الفلسفي من نفس النمط أيضا.

اسم الکتاب : العقل العملي المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست