responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 392

وقد عرفت الاَُسس التي بنى عليها منهجه ولسنا بصدد النقد.

إنّما الكلام في أنّ منهجه الذي اختطه لم يكن سوى منهج إبداعي لم تتأصل جذوره في التاريخ و إن زعم بتأصّلها بين علماء السلف من الاِمامية.

نعم زعم صاحب المسلك انّ الاَخبارية التي ابتدعها قد ظهرت بوادرها في القرون السالفة بين الشيعة الاِمامية، غير انّها مرّت بمراحل نشاط وفتور وانتعاش وخمول، واستدل عليه بأمرين بحثناهما في القسم الاَوّل عند البحث عن تاريخ علم الا َُصول.

كانت الحركة الاخباريّة حركة رجعية عرقلت خطا الحركة الاجتهادية عن التقدّم و التطوّر، وأقفلت باب البحث في الاَسانيد والمتون، كما أقفلت باب البحث حول كثير من المسائل الاَُصولية حتى تجد انّ المحدّث البحراني الذي كان أخبارياً معتدلاً جداً، ويعد كتابه «الحدائق» من الكتب الفقهية القيمة، خصوصاً في جمع الاَخبار وتفسيرها، يعترف بذلك ويقول في ترجمة الاَمين الاسترابادي: كان فاضلاً، محقّقاً، مدقّقاً، ماهراً في الاَُصولين والحديث، أخبارياً صلباً، وهو أوّل من فتح باب الطعن على المجتهدين، وتقسيم الفرقة الناجية إلى أخباري ومجتهد، وأكثر في كتابه «الفوائد المدنية» من التشنيع على المجتهدين، بل ربما نسبهم إلى تخريب الدين، وما أحسن وما أجاد، ولا وافق الصواب والسداد، لما قد ترتب على ذلك من عظيم الفساد، وقد أوضحنا ذلك بما لا مزيد عليه في كتابنا:«الدرر النجفية» وفي كتابنا «الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة» إلاّ أنّ الاَوّل منهما استوفى البحث في ذلك بما لم يشتمل عليه الثاني. [1]

ومهما يكن من أمر فيظهر من خلال الرجوع إلى تاريخ الفقه في تلك


[1] لوَلوَة البحرين:118، شرح المواقف.

اسم الکتاب : تاريخ الفقه الإسلامي وأدواره المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست