الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء - السبحاني، الشيخ جعفر

اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 322

..........

عهدة التکلیف المعلوم بإتیان الأقل، فلا تحصل البراءة الیقینیة إلّا بالإتیان بالأکثر.
یلاحظ علیه: أنّ التکلیف بشهر رمضان لمّا سقط بالعصیان، فی المقام، فحدث تکلیف جدید باسم القضاء مردّد بین الأقل و الأکثر، فتجری البراءة فی الأکثر المحتمل.
2. المفروض انّه کان ذاکرا المقدار الفائت من الصوم و تنجز الواقع عند ذاک ثمّ طرأ النسیان، ففی مثله یجب الخروج عن عهدة التکلیف علی وجه الیقین.
و لا یحصل البراءة إلّا بالاحتیاط.
یلاحظ علیه: أنّ العلم السابق إنّما ینجز إذا کان موجودا، فإذا انعدم بطروء النسیان فقد زال تنجزه.
فإن قلت: ربما یزول العلم و یبقی أثره، کما إذا أراق أحد الإناءین المشتبهین، فلیس عندئذ علم إجمالی بنجاسة الإناء الباقی أثره.
قلت: الفرق بین المقامین واضح، لأنّ العلم فی مورد الاناءین بکمّه و کیفه موجود فی ظرفه حتی بعد الإراقة، أی یعلم أنّ أحد الإناءین کان نجسا قبل الإراقة، و هذا بخلاف المقام، إذ لیس فی المقام بعد النسیان إلّا العلم بأصل الفوت، و أمّا مقداره فهو مجهول.
و منه یعلم عدم وجوب الکفّارة إلّا بالمقدار المتیقن قضاؤه، و أمّا المشکوک، فلا یجب قضاؤه و لا کفّارته.
و أمّا الصورة الثالثة، فلجریان البراءة عن وجوب جمیع الخصال، و تصور تردّد الواجب بین عنوانین متباینین: إحدی الخصال أو جمیعها، فیجب الاحتیاط، مدفوع بأنّ العنوانین یشیران إلی الخارج، و هو تردّد الواجب فی نظر العقل مردّد بین واحد أو کثیر.

اسم الکتاب : الصوم في الشريعه الاسلاميه الغراء المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 322

صيغة PDF

شهادة

الفهرست