إنّ الوراثة فی المذهب الإمامیّ مبنیّ علی قاعدة الأقرب فالأقرب أخذاً بقوله سبحانه: (وَ أُولُوا الْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلیٰ بِبَعْضٍ فِی کِتٰابِ اللّٰهِ) [1] و هذه القاعدة محفوظة فی جمیع الطبقات الثلاث سواء شکّل الوارث عمود النسب أو حاشیته، فالوارث هو الأولی و الأقرب إلی المیت، و لا نخرج عن ذلک الأصل إلّا بدلیل. و یظهر ذلک ببیان أمرین: 1- انّ الوارث تارة یشکل عمود النسب و هو الأبوان و الأجداد، من جانب الفوق، و الأولاد و إن نزلوا من جانب السفل، فلو افترضنا المیت محوراً، یکون من ولّده و إن علا، و من هو ولّده و إن نزل من عمود النسب. و أُخری یکون من حواشیه کالإخوة و الأخوات، و النابتة من جانب الأب و الأُمّ، أو الأعمام و الأخوال النابتة من جانب الأجداد، فالوارث تارة یشکل، العمود الفقری للولادة و النسب، و أُخری، حواشیه و لو أحقه کما عرفت. 2- انّ للنسب طبقات ثلاث: 1- الأبوان من غیر ارتفاع و الولد و إن نزل. 2- الإخوة و أولادهم و إن نزلوا، و الأجداد و إن علوا. 3- الأعمام و الأخوال و أولادهم.