اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 408
وقد اعتمد من جعله
عشرين ركعة على فعل الخليفة عمر ، في حين اعتمد من جعله ستّا وثلاثين ركعة على فعل
عمر بن عبد العزيز.
قال عبد الرحمن
الجزيري في « الفقه على المذاهب الأربعة » : إنّ عددها ليس مقصورا على الثماني
ركعات التي صلاها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهم ، بدليل أنّها يكملونها في بيوتهم ، وقد بيّن فعل عمر
، أنّ عددها عشرون ، حيث إنّه جمع الناس أخيرا على هذا العدد في المسجد ، ووافقه
الصحابة على ذلك. نعم زيد فيها في عهد عمر بن عبد العزيز ، فجعلت ستا وثلاثين ركعة
، وكان القصد من هذه الزيادة مساواة أهل مكة في الفضل ، لأنّهم كانوا يطوفون
بالبيت بعد كلّ أربع ركعات مرة ، فرأى عمر بن عبد العزيز أن يصلّى بدل كلّ طواف
أربع ركعات. [١]
وربما يظن القاري
أنّ الاختلاف ينحصر بهذين القولين ، ولكن الاختلاف في عدد ركعاتها أوسع من ذلك
بكثير إلى حدّ قلّ نظيره في أبواب العبادات.
فمن قائل : إنّ
عدد ركعاتها ١٣ ركعة ، إلى آخر : أنّها ٢٠ ركعة ، إلى ثالث :
أنّها ٢٤ ركعة ، إلى
رابع : أنّها ٢٨ ركعة ، إلى خامس : أنّها ٣٦ ركعة ، إلى سادس : أنّها ٣٨ ركعة ، إلى
سابع : أنّها ٣٩ ركعة ، إلى ثامن : أنّها ٤١ ركعة ، إلى تاسع : أنّها ٤٧ ركعة ، وهلمّ
جرّا. [٢]
إنّ العبادة
الجماعية كصلاة التراويح ، التي تقيمها الأمّة الإسلامية في رمضان كلّ سنة ، تطلب
لنفسها أن تكون مبيّنة الحدود في لسان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
[١] الفقه على
المذاهب الأربعة : ١ / ٢٥١ ، كتاب الصلاة ، مبحث صلاة التراويح.
[٢] فتح الباري : ٤ /
٢٠٤ ، إرشاد الساري : ٣ / ٤٢٦ ، عمدة القاري : ١١ / ١٢٦. وقد تكلّفوا في الجمع بين
هذه الأقوال المتشتّتة.
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل دام فيها الخلاف المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 408