responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشفاعة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 23

كالأصنام فهؤلاء لا يملكون الشفاعة إلّامن شهد بالحق وهم يعلمون، أي شهد بعبوديّة ربّه ووحدانيّته كالملائكة والمسيح.
ويستفاد من هذه الآيات الأُمور التالية:
1- إنّ هذه الآيات تصرّح بوجود شفعاء يوم القيامة يشفعون بشروط خاصة وإن لم تصرّح بأسمائهم وسائر خصوصياتهم.
2- إنّ شفاعتهم مشروطة بإذنه سبحانه، حيث يقول: «إلّابإذنه».
3- يشترط في الشفيع أن يكون ممّن يشهد بالحق، أي يشهد باللَّه سبحانه ووحدانيته وسائر صفاته.
4- أن لا يظهر الشفيع كلاماً يبعث غضب اللَّه سبحانه، بل يقول قولًا مرضياً عنده، ويدل عليه قوله: «ورضي له قولًا».
5- أن يعهد اللَّه سبحانه له بالشفاعة كما يشير إليه قوله: «إلّامن اتخذ عند الرحمن عهداً». ثم إنّ هناك سؤالًا يطرح في هذا المقام، وهو كيف يصح الجمع بين هذا الصنف من الآيات التي تثبت الشفاعة لغيره سبحانه، والصنف الخامس الذي يخصّها باللَّه سبحانه؟
والجواب: إنّ مقتضى التوحيد في الأفعال، وأنّه لا مؤثر في عالم الكون إلّااللَّه سبحانه، ولا يوجد في الكون مؤثر مستقل سواه، وإنّ تأثير سائر العلل إنّما هو على وجه التبعية لإرادته سبحانه ومشيئته، والاعتراف بمثل العلل التابعة لا ينافي انحصار التأثير الاستقلالي في اللَّه سبحانه، ومن ليس له إلمامٌ بالمعارف القرآنية يواجه حيرة كبيرة تجاه طائفتين من الآيات؛ إذ كيف يمكن أن تنحصر شؤون وأفعال، كالشفاعة


اسم الکتاب : الشفاعة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست