responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 190

الخاتمية فى الذكر الحكيم

اتّفقت الأُمّة الإسلامية ـ عن بكرة أبيها ـ على أنّ نبيّهم محمداًـ صلى الله عليه وآله وسلم _ خاتم النبيّين ، وأنّ دينه خاتم الأديان ، وكتابه خاتم الكتب والصحف ، فهوـ صلى الله عليه وآله وسلم _ آخر السفراء الإلهيين ، أُوصد به باب الرسالة والنبوة ، وختمت به رسالة السماء إلى الأرض .

لقد اتّفق المسلمون كافّة على أنّ دين نبيّهم دين الله الأبدي ، وكتابه كتاب الله الخالد ودستوره الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقد أنهى الله إليه كلّ تشريع وأودع فيه أُصول كلّ رقي ، وأناط به كلّ سعادة ورخاء ، فاكتملت بدينه وكتابه الشرائع السماوية التي هي رسالة السماء إلى الأرض .

توضيحه : أنّ الشريعة الإلهية الحقّة التي أنزلها الله تعالى إلى أوّل سفرائه لا تفترق جوهراً عمّا أنزله على آخرهم ، بل كانت الشريعة السماوية في بدء أمرها نواة قابلة للنموّ والنشوء; فأخذت تنمو وتستكمل عبر القرون والأجيال; حسب تطور الزمان وتكامل الأُمم ، وتسرّب الحصافة إلى عقولهم ، وتسلّل الحضارة إلى حياتهم .

ويفصح عمّا ذكرنا قوله سبحانه : (شرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بهِ نُوحاً . . . )[1] فقد وصّى نبينا محمداً بما وصّى به نوحاً ، من توحيده سبحانه وتنزيهه عن الشرك ، والدعوة إلى مكارم الأخلاق والتنديد بالجرائم الخلقية ، والقضاء على أسبابها ، إلى غير ذلك ممّا تجده في صحف الأوّلين والآخرين .

وتتجلّى تلك الحقيقة الناصعة; أي وحدة الشرائع السماوية من مختلف الآيات


[1] الشورى : 13 .

اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست