responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 191

في شتّى المواضع ، قال سبحانه : (إنَّ الدِّين عِندَ اللهِ الإسلامُ ومَا اختلَفَ الَّذينَ أُتُوا الكِتابَ إلاّ مِنْ بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلْمُ بَغياً بَينَهُمْ )[1] وظاهر الآية يعطي أنّ الدين عند الله ـ لم يزل ولن يزال ـ هو الإسلام في طول القرون والأجيال ، ويعاضدها قوله تعالى : (ومَنْ يَبتَغِ غَيرَ الإسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقبَلَ مِنهُ )[2] . وقال سبحانه في مورد آخر مخطّئاً مزعمة اليهود والنصارى في رَمي بطل التوحيد إبراهيم باليهودية والنصرانية قال : (ما كانَ إبراهيمُ يَهودياً ولا نَصرانياً ولكنْ كانَ حَنيفاً مُسلِماً وما كانَ منَ المُشرِكينَ )[3] .

فحقيقة الشرائع السماوية في جميع الأدوار والأجيال كانت أمراً واحداً وهو التسليم لفرائضه وعزائمه وحده جلّ وعلا .

ولأجل ذلك كتب الرسول إلى قيصر عندما دعاه إلى الإسلام ، قوله سبحانه : (قُلْ يا أهلَ الكِتابِ تَعالَوْا إلى كلمة سَواء بَيننا وبَينَكُمْ ألاّ نَعبُدَ إلاّ اللهَ ولا نُشرِكَ بهِ شَيئاً ولا يتَّخِذَ بَعضُنا بَعضاً أرباباً مِنْ دُونِ اللهِ فإنْ تَولَّوْا فَقولُوا اشهَدُوا بأنّا مُسلِمُون )[4] .

وقد أمر سبحانه في آية أُخرى رسوله بدعوة معشر اليهود أو الناس جميعاً إلى اتّباع ملّة إبراهيم قال سبحانه : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إبراهيمَ حَنيفاً وما كانَ منَ المُشرِكين )[5] .

وصرّح سبحانه بأنّ كلّ نبيّ جاء عقب نبيّ آخر ، كانَ يصرِّح بأنّه مصدِّق بوجود النبيّ المتقدّم عليه وكتابه ودينه ، فالمسيح مصدّق لما بين يديه من التوراة


[1] آل عمران : 19 .

[2] آل عمران : 85 .

[3] آل عمران : 67 .

[4] السيرة الحلبية 2 : 275 ، مسند أحمد 1 : 262 . والآية هي الرابعة والستّون من سورة آل عمران .

[5] آل عمران : 95 .

اسم الکتاب : مع الشيعة الاماميه في عقائدهم المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست