responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 15  صفحة : 327
ويتصدّق لكلّ يوم بمدّ من طعام- يمكن حملها على استقلال قوله: «وَأَن تَصُومُوا» عن الأوّل، أو أنّ المراد كونه خيراً في نفسه [1].
ونوقش فيه- أيضاً- بأنّ قوله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَى‌ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» [2] تضمّن تقسيم المكلّفين إلى أقسام ثلاثة:
فمنهم من يتعيّن عليه الصيام أداءً، وهم الأفراد العاديّون من الحاضرين الأصحّاء حيث إنّ التعبير ب (كُتب) أو (فليصمه)- في ذيل الآية اللاحقة- ظاهر في الوجوب التعييني.
ومنهم من يتعيّن عليه القضاء، وهو المريض والمسافر.
ومنهم من لا يجب عليه الصوم رأساً لا أداءً ولا قضاءً، بل يتعيّن في حقّه الفداء وهم الذين يقعون من أجل الصوم في الإطاقة، أي في كلفة ومشقّة كالشيخ والشيخة.
ثمّ أشار بقوله تعالى: «وَمَن تَطَوَّعَ» إلى أنّ ما ذكر من الأقسام الثلاثة إنّما هو حكم الصوم الواجب، وأمّا التطوّع فهو خير للمتطوّع، ثمّ أكّد سبحانه ما بيّنه من الصوم في القسمين الأوّلين بقوله تعالى: «وَأَن تَصُومُوا خَيرٌ لَكُم»، أي أنّ نفعه عائد إليكم لا إليه سبحانه الذي هو غنيّ على الإطلاق.
وبناءً على هذا فحمل هذه الجملة:
«وَأَن تَصُومُوا خَيرٌ لَكُم» على التخيير بين الصوم والفداء خلاف الظاهر، فإنّ في العدول من الخطاب في قوله تعالى: «كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ» إلى الغيبة في قوله سبحانه:
«وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ» دلالة واضحة على أنّ المراد من المعدول إليه طائفة اخرى غير المخاطبين بالصيام، المنقسمين إلى صحيح حاضر ومريض أو مسافر، وأنّ‌
[1] جواهر الكلام 17: 150
[2] البقرة: 183، 184
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 15  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست