responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 14  صفحة : 398
وهذا يعني أنّ الاعتصام اعتراف وممارسة لمرجعية الكتاب والسنّة بمعناها الشامل لسنّة أهل البيت عليهم السلام تماماً، كما أعلن ذلك كلّ من حديث الغدير المشهور، وحديث الثقلين وغيرهما من الروايات المعروفة.
وفي هذا يقول علي بن إبراهيم القمي بعد ذكره آية الاعتصام بحبل اللَّه المتقدمة:
وهو التوحيد والولاية [1].
وحيث إنّ الإنسان اجتماعي بالطبع والذات، يعيش في حياته مختلف مظاهر الاختلاف والتشتت وينزع نحو الحرب والتخاصم، ويقع في معرض الجهل والغفلة، ويسقط فريسةً لسلطة الغرائز والميول كان لابدّ له من شي‌ء يخرجه من بئر الماديّة وينقذه من أسر الطبيعة، وليس إلّاحبل اللَّه المتين، الذي هو الارتباط باللَّه عن طريق الأخذ بتعاليم القرآن الكريم والهداة الحقيقيين الذين يرتفعون بالناس من حضيض الجهل والأنانية إلى أعلى درجة التكامل المادي والمعنوي [2].
ويدلّ على ما نقول ما رواه الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: «كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم جالساً ومعه أصحابه في المسجد، فقال: يطلُع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنّة يسأل عمّا يعنيه، فطلع عليهم رجلٌ طوالٌ شبيه برجال مُضَر، فتقدّم فسلّم على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وجلس، فقال:
يا رسول اللَّه، إنّي سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول فيما أنزل: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا» فما هذا الحبل الذي أمرنا اللَّه بالاعتصام به وألّا نتفرّق عنه؟ فأطرق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم مليّاً ثمّ رفع رأسه وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: هذا حبل اللَّه الذي من تمسّك به عُصم به في دنياه، ولم يضلّ به في آخرته، فوثب الرجل إلى علي عليه السلام فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول:
اعتصمت بحبل اللَّه وحبل رسوله، ثمّ قام فولّى فخرج...» [3].

[1] تفسير القمّي 1: 108.
[2] الأمثل 2: 472. وانظر: الميزان 3: 369، 378.
[3] الغيبة (النعماني): 42، ح 2.
اسم الکتاب : الموسوعة الفقهية المؤلف : موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي    الجزء : 14  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست