بين المسلمين [1]، بل هو من ضروريّات دينهم على وجه يدخل مستحلّه في الكافرين [2].
ويدلّ عليه من الكتاب قوله تعالى:
«إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ» [3]، وهي تدلّ على التحريم من عدّة وجوه ذكرها بعض الفقهاء [4].
وقد يستدلّ عليه بثلاث آيات اخر أيضاً [5]، وهي قوله تعالى: «وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً» [6]، وقوله تعالى: «قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَفْعِهِمَا» [7]، وقوله: «لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى» [8].
ونسب إلى السيّد المرتضى [9] وجماعة [10] الاستدلال أيضاً بقوله تعالى: «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ» [11] بناءً على أنّ المراد بالإثم الخمر.
وأمّا الأخبار فهي كثيرة جدّاً قد تبلغ حدّ التواتر [12]:
منها: ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «كلّ مسكر خمر، وكلّ مسكر حرام» [13].
ومنها: عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً أنّه قال: «كلّ شراب أسكر فهو خمر» [14].
ومنها: ما عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» [15]، وغير ذلك.
2- تخلّل الخمر وتخليلها:
انقلاب الخمر خلّاً إمّا أن يكون بنفسه أو بعلاج، فإن انقلب من قبل نفسه وبلا علاج حلّ شربه [16] بلا خلاف [17]، بل عليه الإجماع [18]. [1]
جواهر الكلام 36: 373. [2] الانتصار: 421. المسالك 12: 71. المفاتيح 2: 218. جواهر الكلام 36: 373. تحرير الوسيلة 2: 146، م 15. [3] المائدة: 90. [4] المبسوط 5: 398- 399. فقه القرآن 2: 277. [5] كنز العرفان 2: 304- 305. [6] النحل: 67. [7] البقرة: 219. وانظر: المبسوط 5: 398. المهذبالبارع 5: 76- 77. [8] النساء: 43. وانظر: فقه القرآن 2: 277. المهذّب البارع 5: 77. [9] كنز العرفان 2: 305. [10] المبسوط 5: 398. المهذب البارع 5: 77. [11] الأعراف: 33. [12] الرياض 12: 201. [13] الوسائل 25: 326، ب 15 من الأشربة المحرّمة، ح 5. [14] عوالي اللآلي 3: 562، ح 60. [15] انظر: الوسائل 25: 336، ب 17 من الأشربة المحرّمة. [16] المقنعة: 581. النهاية: 592. المراسم: 211. السرائر 3: 133. الشرائع 3: 228. الجامع للشرائع: 395. التحرير 4: 641. القواعد 3: 331. الإرشاد 2: 113. الدروس 3: 18. المهذب البارع 4: 240. المسالك 12: 101. الروضة: 347. جواهر الكلام 6: 285. [17] التنقيح الرائع 4: 61. الرياض 12: 241. مستند الشيعة 15: 222. جامع المدارك 5: 187. [18] الانتصار: 423- 423. مجمع الفائدة 11: 289، 293. كشف اللثام 9: 295. مستند الشيعة 15: 223.