استشراف
أوّلًا- التعريف:
من معاني الاستشراف في اللغة وضع اليد على الحاجب، كالذي يستظلّ من الشمس حتى يستبين الشيء. يقال:
استشرف الشيء إذا رفع بصره لينظر إليه، وأشرفت عليه إذا اطّلعت عليه من فوق [1]). ويقال أيضاً: استشرف العين والاذن في الاضحية إذا تأمّل سلامتهما من آفة تكون بهما [2]).
وقيل: استشرف العين والاذن أي طلبهما شريفتين بالتمام والسلامة [3]).
ومن معانيه أيضاً: الحرص والطمع من قولهم: أشرفت نفسه على الشيء إذا اشتد حرصه عليه [4]).
واستعمل الفقهاء الاستشراف بمعنى التأمّل والتفقّد والتطلّع على الشيء كما في اللغة.
وأمّا الاستشراف بمعنى الحرص والطمع فقد استعمل في بعض الأخبار، كقول الإمام الصادق عليه السلام: «... أدنى حدّ التوكّل أن لا تسابق مقدورك بالهمّة ... ولا تستشرف معدومك ...» [5]).
ثانياً- الحكم الإجمالي وموطن البحث:
ورد الأمر باستشراف العين والاذن في الأضاحي، كما ورد عن الإمام علي عليه السلام قال: «أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في الأضاحي أن نستشرف العين والاذن ...» [6]).
والأمر بالاستشراف والتأمّل في عين الاضحية واذنها في هذا الحديث إنّما هو لإحراز سلامتهما، وعدم وجود الآفة بهما، الموجبة لعدم الإجزاء، وعليه فالأمر به ليس أمراً نفسياً. (انظر: هدي، اضحية) [1] انظر: تهذيب اللغة 11: 342. الصحاح 4: 1380. النهاية (ابن الأثير) 2: 462. المصباح المنير: 310. تاج العروس 6: 154. محيط المحيط: 461. [2] تهذيب اللغة 11: 342. النهاية (ابن الأثير) 2: 462. تاج العروس 6: 155. محيط المحيط: 461. [3] انظر: تهذيب اللغة 11: 343. المحيط في اللغة 7: 321. محيط المحيط: 461. المغرب: 248. [4] المغرب: 248. [5] البحار 71: 147، ح 42. [6] الوسائل 14: 125- 126، ب 21 من الذبح، ح 2.