الثاني: أن يوفّقه لما يختاره له وييسّره له، وقال في ذيل كلامه: «نعم، لتعرّف الثاني طرق، ولعلّها تتبع إرادة المستخير بالمعرفة، فتارة يشاء ويطلب من اللَّه معرفة ذلك بالعزم منه على ما هو مختار، وتارة بما يقع على لسان المستشار، وتارة بالرقاع ...» [1]).
ثانياً- الألفاظ ذات الصلة:
1- التفاؤل:
وهو التيمّن بسماع كلمة طيّبة، يقال: تفاءل فلان، إذا سمع كلاماً حسناً فتيمّن به، والاسم منه: الفأل، وهو ضدّ الطيرة [2]).
وأفاد الفيض الكاشاني: «أنّ التفاؤل إنّما يكون فيما سيقع ويتبيّن الأمر فيه، كشفاء مريض أو موته ووجدان الضالّة أو عدمه، ومآله إلى تعجيل تعرّف علم الغيب، وقد ورد النهي عنه وعن الحكم فيه بتّة لغير أهله، وكره التطيّر في مثله، بخلاف الاستخارة، فإنّه طلب لمعرفة الرشد في الأمر الذي اريد فعله أو تركه، وتفويض للأمر إلى اللَّه سبحانه في التعيين واستشارة إيّاه عزّ وجلّ» [3]).
وعلى هذا فالنهي الوارد في الخبر عن التفاؤل بالقرآن [4] لا يشمل الاستخارة به، ولكن ذهب المحقّق النجفي إلى أنّه لا فرق بين التفاؤل والاستخارة التي هي بمعنى استعلام الخير من هذه الجهة، فإنّ مرجعها إلى تعرّف ما فيه الغيب أيضاً، فإنّه قال في مقام الإشكال على الكلام المتقدّم: «إنّ التفاؤل إن لم يكن هو أقرب إلى موضوع الاستخارة من تعرّف علم الغيب، فهو بالنسبة إليهما على حدّ سواء؛ لصدقه على كلّ منهما» [5]).
2- التطيّر:
وهو التشاؤم، يقال: تطيّر بالشيء ومن الشيء، إذا تشاءم به، والاسم: الطيرة [6]).
والفرق بينه وبين التفاؤل هو أنّ الأوّل فيما يسوء، وربّما استعمل فيما يسرّ، والثاني فيما يسرّ ويسوء [7]). [1] جواهر الكلام 12: 162. [2] انظر: العين 8: 336. لسان العرب 10: 167، 168. [3] الوافي 9: 1417. [4] الوسائل 6: 233، ب 38 من قراءة القرآن، ح 2. [5] جواهر الكلام 12: 171. [6] انظر: الصحاح 2: 728. المصباح المنير: 382. [7] انظر: النهاية (ابن الأثير) 3: 405.