ثم قال لهم: عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه [1] فبلغ ذلك عثمان فبعث على بئر لابن عوف كان يستقى منه لنعمه فمنعه منها!فوصّى ابن عوف أن لا يصلّي عليه عثمان، فصلّى عليه ابن عمّه سعد بن أبي وقاص الزهريّ أو الزبير [2] و ذلك عام (32 هـ) [3] و له (75) سنة و قسّم ميراثه على ستة عشر سهما فبلغ نصيب كل امرأة له ثمانين ألف درهم، و كان رجلا طويلا فيه انحناء أبيض مشرّبا بحمرة، أعين أقنى أعنق ضخم الكفّين غليظ الأصابع طويل الثنيّتين حتى كان يدمى شفتيه كثيرا. و كان به برص فرخّص له النبي صلّى اللّه عليه و آله لذلك في لبس الحرير [4] أو لأنه كان قملا [5] . غ
وفاة ابن مسعود و المقداد:
قال اليعقوبي: و اعتلّ ابن مسعود فأتاه عثمان يعوده و معه عطاؤه الذي منعه من بيت المال، فقال له: ما كلام بلغني عنك؟قال: إنك أمرت بي فوطئ جوفي فلم أعقل صلاة الظهر و لا العصر!و منعتني عطائي!فذكرت الذي فعلته بي.
قال: فإني أقيدك من نفسي، فافعل بي مثل الذي فعل بك!
قال: ما كنت بالذي أفتح القصاص على الخلفاء!قال: فهذا عطاؤك فخذه!
[1] كما في بحار الأنوار 31: 300 عن ق 2 من تقريب المعارف عن تاريخ الواقدي.
[2] شرح النهج (للمعتزلي) 3: 28، و أوصى أن يدفن سرّا كيلا يصلّي عليه عثمان، كما في بحار الأنوار 31: 300 عن ق 2 من تقريب المعارف عن الثقفي.
[3] تاريخ خليفة: 97، و التنبيه و الإشراف: 255، و له (75) عاما.
[4] المعارف (لابن قتيبة) : 235-236، و نحوه في سنن أبي داود 4: 50.