responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البحرين المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 2  صفحة : 105
منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد. ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق) فلما فتح الله على نبيه مكة قال: يا محمد (إنا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) عند مشركي مكة بدعائك إلى التوحيد فيما تقدم وما تأخر. قوله: (فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم) [ 51 / 59 ] هو بفتح الذال كرسول، أي نصيب من العذاب مثل نصيب أصحابهم ونظرائهم من القرون المهلكة. و " ذنوب " في الاصل: الدلو العظيم: لا يقال لها ذنوب إلا وفيها ماء، وكانوا يستقون فيها لكل واحد ذنوب، فجعل الذنوب النصيب. ومنه حديث بول الاعرابي في المسجد: " ثم أمر بذنوب من ماء فأريق عليه ". قوله: (فاغفر لنا ذنوبنا) فسرت بالكبائر (وكفر عنا سيئاتنا) [ 3 / 193 ] فسرت بالصغائر، أي اجعلها مكفرة عنا بتوفيقك لاجتناب الكبائر. وفي الحديث: " لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون " قيل لم يرد هذا الحديث مورد تسلية المنهمكين في الذنوب وتهوين أمرها على النفوس وقلة الاحتفال منهم بمواقعتها على ما يتوهمه أهل الغرة بالله، فإن الانبياء إنما بعثوا ليردعوا الناس عن الذنوب واسترسال أنفسهم فيها، بل ورد مورد البيان لعفو الله عن المذنبين وحسن التجاوز عنهم ليعظموا الرغبة في التوبة والاستغفار، والمعنى المراد من الحديث: هو أن الله تعالى كما أحب أن يحسن إلى المحسن أحب أن يتجاوز عن المسئ. والذنب: الاثم، والجمع " ذنوب " بضم الذال. وفيه: " من طاف بالبيت خرج من ذنوبه، ومن وقف بالمشعر خرج من ذنوبه " ونحو ذلك، ولعل الوجه في تكرر ذكر الخروج من الذنوب كما قيل تأكيد البعد عنها والتنصل عن تبعاتها، أو لانه يحصل بأداء كل نسك من تلك المناسك الخروج من نوع من أنواع الذنوب، فإنها تتنوع إلى مالية وبدنية إلى قولية وفعلية، والفعلية تختلف باختلاف


اسم الکتاب : مجمع البحرين المؤلف : الطريحي النجفي، فخر الدين    الجزء : 2  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست