اسم الکتاب : مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر المؤلف : البحراني، السيد هاشم الجزء : 3 صفحة : 183
التاسع و الثلاثون و خمسمائة إنطاق المسوخ له- (عليه السلام)-
821- و عنه: بإسناده عن محمّد بن إبراهيم، عن جعفر بن زيد القزويني، عن زيد الشحّام، عن أبي هارون، عن ميثم التمّار، عن سعد الخفّاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء نفر إلى أمير المؤمنين- (عليه السلام)- فقالوا: إنّ المعتمد يزعم أنّك تقول هذا الجرّي مسخ.
فقال: مكانكم حتّى أخرج إليكم، فتناول ثوبه، ثمّ خرج إليهم، فمضى حتّى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جريّ، فأجابه:
لبّيك لبّيك، قال: من أنا؟ قال: أنت إمام المتّقين، و أمير المؤمنين.
فقال له أمير المؤمنين- (عليه السلام)-: فمن أنت؟ قال: ممّن عرضت عليّ ولايتك فجحدتها و لم أقبلها، فمسخت جرّيّا (و بعض هؤلاء الذين معك يمسخون جرّيّا) [1].
فقال [2] له أمير المؤمنين- (عليه السلام)-: فبيّن قصّتك ممّن كنت، و من مسخ معك؟
فقال: نعم، يا أمير المؤمنين، كنّا أربع و عشرين طائفة من بني إسرائيل قد تمرّدنا و طغينا و استكبرنا، و تركنا المدن لا نسكنها أبدا، و سكنّا المفاوز رغبة منّا في البعد عن المياه و الأنهار، فأتانا آت أنت و اللّه يا أمير المؤمنين أعرف به منّا في ضحى النّهار، فصرخ صرخة فجمعنا في جمع واحد و كنّا منبثّين في تلك المفاوز و القفار.